تكملةً لمقالي السابق، فإن ضيوف الرحمن والزائرين والراصدين للأحداث الكبرى حول العالم، يستطيعون التأكد من تفرُّد المملكة بعلم تنظيم وإدارة الحشود مهما بلغت أعدادها ، ويتم دوماً الاستفادة من الخبرات المتراكمة والتقنيات البالغة الدقة ، باستخدام الذكاء الإصطناعي في إدارة الحشود للحفاظ على أمن وسلامة ضيوف الرحمن والزوار، وتفادي الأخطاء والكوارث من تكدّس الحشود ، ورصد أنواع الحالات والملاحظات الأمنية والاستجابة السريعة بالإجراءات المناسبة حيالها، واتخاذ التدابير الوقائية لمنع أي ظواهر سلبية تؤثر في أمن وسلامة الضيوف والزوار ـ
فعلم تنظيم الحشود البشرية هو علم مستقل بذاته له مفاهيمه وأطروحاته اهتمت العديد من الدول بهذا العلم لحاجة الناس إليه، فكل دولة تؤسس لهذا العلم من منظورها في التعامل مع الحشود البشرية إلا أن المملكة تمارس وتتعامل مع إدارة الحشود منذ ما يقرب من مائة عام ، ويعني ذلك أن علم إدارة الحشود يستخدم ويطبق في مملكتنا الحبيبة بسواعد أبنائها وتوجيهات قيادتها قبل ظهور هذا العلم عالميا خاصة في ظل تعدد ثقافات ولغات الضيوف والزوار، وهي تجربة نموذجية ناجحة انفردت بها المملكة وأذهلت العالم، ويتم تقديمها بأعلى مستوى آمن من خلال رؤية هذه المنجزات التي تنفذ بموجب خطط مدروسة وبسواعد سعودية بالكامل متمثلة في القطاعات الحكومية والجهات المعنية المشاركة وبما تمتلكه من خبرة وتميز فريد في تنظيم إدارة الحشود وحمايتها بتعامل إنساني راق، من خلال الكلمة الطيبة والابتسامات المشرقة على وجوه رجال الأمن والجهات المعنية والتفاني الصادق في خدمة الجميع بخطط سليمة متعمقة ومدروسة في مواجهة هذه الأفواج والحشود البشرية الغزيرة ، والتي لم يسبق لها مثيل ويتم تحريكها بمرونة وانسيابية وتوجيهات صحيحة ، وتقدم لهم الخدمات الأمنية والصحية والتنظيمية بطريقة يفخر بها كل مواطن وكل مسلم على وجه المعمورة خاصة في ظل تزايد الأعداد بالملايين من ضيوف ومعتمرين وزوار بعد فتح التأشيرات لاستقبالهم من جميع أنحاء العالم ، وتسهيل استخراجها في مدة زمنية قياسية ، وأن نجاح هذه التجربة لم يأت من فراغ، بل جاء نتيجة طرق علمية ومنهجية واضحة في التدريب والإعداد والبرامج الميدانية والخطط التوضيحية، والدورات التأهيلية للتدريب والإعداد والتنفيذ لخطط مدروسة وكوادر سعودية مؤهلة ومتميزة جعلت المملكة مثالا يحتذى دوليا كونها أصبحت المرجع الأساس لظهور علم إدارة الحشود وتطبيقاته باحترافية غير مسبوقة في أي بقعة من بقاع العالم، هنيئا لمملكتنا الحبيبة هذه المكانة العالمية المرموقة في كل بقاع العالم وفي كل المحافل الدولية وحفظ الله قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وسمو ولي عهده رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان آل سعود ، وأدام على هذه البلاد نعمة الخير والأمن والأمان، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .