اجتماعية مقالات الكتاب

ما هو الألم الذي تريد أن تتحمله في الحياة؟

الجميع يريد أن يشعر بالإرتياح ، في أن يعيش حياة خالية من الهموم وسعيدة وسهلة، وأن يبدوا مثاليين ويكسبون المال ويتمتعوا بالشعبية والاحترام والإعجاب، بالتأكيد الجميع يرغب في ذلك لكن السر يكمن في صعوبة التطبيق، فالسؤال الأكثر إثارة للإهتمام وهو السؤال الذي ربما لم تفكر فيه من قبل هو: ما الألم الذي تريده في حياتك لتصبح سعيداً؟

ما الذي أنت على استعداد للنضال من أجله؟ لأنه يبدو أن هذا هو المحدِّد الأكبر لكيفية ظهور حياتك، ينظر الكثيرون إلى الألم باعتباره شيئًا سلبيًا ،موضوعيًا يجب تجنّبه بأي ثمن، في حين أن الواقع يقول بأن السعادة تتطلب النضال، فلا يمكنك تجنُّب التجارب السلبية والحصول علي السعيدة بشكل سريع، إلا بعد فترة طويلة، فالجميع يريد شيئا دون أن يدركوا ما يريدون، أو بالأحرى، ما يريدون بما فيه الكفاية، لأنه إذا كنت تريد شيئاً ما في الحياة، يجب عليك أيضًا أن تعلم التكاليف، إذا وجدت نفسك تريد شيئًا ما شهرًا بعد شهر، وعامًا بعد عام، ومع ذلك لم يحدث شيء، ولم تقترب منه أبدًا، فربما ما تريده بالفعل هو خيال، ومثالية، وصورة، ووعد كاذب، ربما ما تريده ليس هو ما تريده ،بل أنت فقط تستمتع بالرغبة فيه ،بل وربما لا تريده على الإطلاق لكنك متعلق، يتم تحديد هويتك من خلال القيّم التي ترغب في النضال من أجلها، فهذا هو العنصر الأساسي والأكثر بساطة في الحياة، كفاحك هو ما يحدّد نجاحك، ما نواجهه من الحياة لا يحدّد المشاعر الطيبة التي نرغب فيها، ولكن بالمشاعر السيئة التي نكون مستعدين وقادرين على تحملها توصلنا إلى المشاعر الطيبة، فالحقيقة هي أن تغيير حياتك يبدأ بتغيير الطريقة التي ترى بها كل شيء في حياتك، فإذا كنت ترغب في تغيير حياتك لا تسعى إلى تحقيق كل ما حلمت به فهذا أمر شاق ومثبط للهمم، فقط قم بإجراء صغير يدفعك في الاتجاه الصحيح، ستحفزك هذه الإجراءات الصغيرة على بذل المزيد من الجهد، وقبل أن تدرك ذلك، تكون قد حققت الأهداف التي بدت في البداية شاقة للغاية وبالتالي تجد أنك قد غيرت حياتك للأفضل، فبمجرد أن تكون واضحًا بشأن الحياة التي تريدها لنفسك حقًا، اسأل نفسك ما الذي أريده من هذه الحياة؟ فإن سؤال نفسك عن سبب رغبتك في الحصول على ما تريده، سيساعدك على اكتشاف القيّم التي تكمن وراء الحياة التي تخيلتها لنفسك، ولكن إحذر من أن تكون الأهداف التي رسمتها لنفسك في حدّ ذاتها مبالغ فيها إلى حدّ كبير، لا حرج في وجود أهداف، لكن الهوس بها غالبًا ما يؤدي إلى نتائج عكسية، لأنه في الواقع، تحقيق الهدف ليس دائمًا ما هو متصور .

NevenAbbass@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *