اجتماعية مقالات الكتاب

المثل في القرآن

يعالج المثل في القرآن – إعلامياً – بيان ووصف أشخاص مقربين من الأنبياء والملوك، ففي قوله تعالى: “ضرب الله مثلاً للذين كفروا إمرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئاً وقيل أدخلا النار مع الداخلين” (التحريم/١٠)، والنموذج المقابل هو في قوله تعالى: “وضرب الله مثلاً للذين آمنوا امرأة فرعون قالت رب ابن لي عندك بيتاً في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين” (التحريم/١١). ثم قال تعالى: “ومريم ابنة عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين” (التحريم/١٢). هذه النماذج من النسوة يضرب عليهن المثل للإعلام عن قصصهن مع أزواجهن وحفظ هذه القصص للعبرة.

ويضرب الله المثل بالكلمة نفسها طيبةً وخبيثة، وبين الفرق بينهما فيقول سبحانه: “ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها.” (إبراهيم/٢٤-٢٥).

إن المتأمل في هذه الآيات الكريمة لا بد أن يتذكر الكلمة الطيبة والخبيثة التي قيلت له، فيشعر بالحب والحنان من قائل الكلمة الطيبة والخبيثة، ويطلق العنان لتفكيره ليتأمل الفرق بين الشجرة ذات الأصل الثابت وينظر إلى السماء فيعجز عن رؤية الكلمة البذيئة الماكثة في عقله وقلبه معًا، بنت معانٍ سامية ويعيش أصحابها في قلبه وعقله معًا، كانت من أم وأب وأخ وصديق ومعلم، الخ، ثم لا يلبث منظر الكلمة الخبيثة أن لا يكاد يرى، فهو – كما شبهه القرآن في فرع الكلمة في السماء – في الحقيقة المؤلمة وجودكن يقول الكلمة الخبيثة، وبارك الله في الإعلام المرتكز على الكلمه الطيبه، التي قال عنها النبي صلى الله عليه و سلم :” الكلمه الطيبه صدقه” و قال في الصلح استشهادا بقوله تعالى :” و هدى إلى القول الطيب” .

في سورة التحريم، يذكر الله مثالًا لنساء زوجات الأنبياء نوح ولوط. القرآن يصفهما بأنهما كانتا تحت إشراف رجلين صالحين من عباد الله، ولكنهما خانتا زوجيهما. الله سبحانه وتعالى يقول إنه لم يكن لخيانتهما أي نفع من الله، وقيل لهما :”ادخلا النار مع الداخلين” (التحريم/١٠).

هناك أيضًا مثال آخر في السورة يذكر امرأة فرعون التي آمنت بالله. قالت: “رب ابن لي عندك بيتًا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين” (التحريم/١١).

وأيضًا يذكر القرآن مريم بنت عمران في صوره التحريم /١٢ التي حفظت عفتها، ( وَمَرْيَمَ ابْنَةعِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ )

هذه الأمثلة تستخدم لإعطاء توجيهات وعبر للمؤمنين عن طريق توضيح أحوال هؤلاء النساء مع أزواجهن وأحكام الله عليهم.
وأيضًا في القرآن يستخدم المثل لوصف الكلمة الطيبة والكلمة الخبيثة. الله يقول: “ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء. تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها” (إبراهيم/٢٤). هذا المثل يعطي صورة عن الكلمة الطيبة وكيف أنها ثابتة ومنتجة في كل حين.

وفي مثل آخر من سورة الانعام يبدأ بتساؤل في قوله تعالئ: ( أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) الأنعام/١٢٣، ويقول الحافظ بن كثير:إن الله يرسل كشحاً من نوره فمن أراد به الخير أصابه هذاالنور. وفي سورة يوسف يأتي قول الله تعالئ: (رَبِّ قَدْ ءَاتَيْتَنِى مِنَ ٱلْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِى مِن تَأْوِيلِ ٱلْأَحَادِيثِ فَاطِرَ ٱلسَّمَوَاتِ وَٱلْأَرْضِ أَنتَ وَلِىِّ فِى ٱلدُّنْيَا وَٱلْآخِرَةِ ۖ تَوَفَّنِى مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِى بِٱلصَّالِحِينَ)يوسف/١٠١. وهذا هو مايسمى بالعلم الذي امتاز يوسف عليه السلام فهو يقول لأبويه:(وقال ياأبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا..)يوسف/١٠٠.

إن سورة يوسف امتازت بالسرد القصصي: مقدمة وقضايا وأحداث ثم الحل والخاتمة، ويعتمد الأدب العربي في النقد الأدبي بعيداً -في رأيي- عن الحداثة ومفهومها المعاصر، والإعلام فيها ظاهرتي كلمات مثل:(الذي نبأني)، وقوله: (هذاتأويل رؤياي) ، فالتأويل يتضمن النتيجة والحل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *