اجتماعية مقالات الكتاب

في إحدى الزوايا

في إحدى الزوايا ، شاهدت غرفة بدورة مياه، دخلتها فوجدت كرسياً متنقلاً ، وحفائظ لكبار السن في كل مكان، وفي الجانب الآخر، كان هناك سرير لفرد واحد، عندما سألت الإبن عنها ، قال: هذه غرفة الوالد بعد ما مرض، تركه الجميع في هذا القصر مع العاملة الفلبينية ترعاه حتى توفي فيها على صغرها ، لأنه كان عاجزاً عن الصعود إلى الغرفة الرئيسة في الأعلى.

كان هذا الموقف قبل سنوات، عندما طلب مني أحدهم الحضور لتقّييم قصر والده المتوفي، وعرضه للبيع. عندما دخلت القصر كان مهجوراً ، يحتوي على أثاث قديم، وفي الصالة والمكتبة ، صور والده الذي نال جوائز عديدة، ويظهر عليه الهيبة والقوة، فقد كان يتولى منصباً عالياً، أنها رسالة فيها عبرة أن هناك لحظات من حياتنا سوف تشعر بأن كثيراً ممّا أرهقنا أنفسنا من أجله ،لا يستحق ذلك.

هذا المشهد الذي كنت أتابعه بدهشة ،أخذني بعيداً إلى حديث دار مع أحد الأصدقاء حيث أخبرني أنه يعيش في هذه الأيام مرحلة :(لا شيء مهم) ، بمعنى أصبح يعتقد أن الحياة لا تستحق التدّقيق على كل صغيرة وكبيرة، بينما هي تمضي ولا تقف لشي، والخيارات بها متعددة، وليس هناك ما يستحق أن نرهق أنفسنا ونكلِّفها فوق طاقتها، وليس معنى ذلك اليأس والإحباط، بل خفض سقف توقعاتنا، والنظر للحياة بواقعية.

فاصلة:
محاولة بلوغ الكمال، والعيش في خيارات محدودة ومحصورة بين أمرين (يا أبيض، يا أسود)،يفقدنا الإستمتاع بالحياة ، فليس المهم الكم بل الكيف.
يقول نيتشه :”تمرّ الحياة ونحن ننتظر أن نعيشها”.

Faheid2007D@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *