اجتماعية مقالات الكتاب

الفحص الدوري لعنق الرحم

شرحنا في مقالات سابقة ، ضرورة الفحص لعنق الرحم بشكل دوري.
هناك نوعان من الفحص, أحدهما الفحص الذي يكشف عن وجود فيروس الخلايا الحليمية البشرية، فاذا كانت السلالة الفيروسية منخفضة الخطورة، فإننا نتعامل معها على أنها غير ضارة، وبالتالى نعود الى إجراء الفحص بعد خمس سنوات، أمّا إذا كان الفيروس من السلالات عالية الخطورة، فهنا علينا المتابعة، رغم أننا نعرف أن وجود هذا النوع من الفيروسات لا يعنى بالضرورة، أن ينتج عنها سرطان عنق الرحم، وكثير منها ينتهى بشكل تلقائي.

هناك نوع آخر من الفحص ، وهو أخذ مسحة من عنق الرحم وفحصها، فإذا كانت النتيجة طبيعية، فإننا نرتب أن تؤخذ العينة القادمة بعد ثلاث سنوات.

أغلب النتائج تأتي كما ذكرنا سابقاً، و لكن نتائج أخرى قد تظهر و تحتاج إلى فحوص إضافية، فلو أفصحت النتيجة عن وجود فيروس حُليمى عالي الخطورة ، أو وجود خلايا غدية ، أو وجود خلايا عالية الدرجة من الخطورة و لكنها محصورة داخل النسيج الطلائى، كل ما سبق يستدعي عمل منظار عنق الرحم وأخذ عينة نسيجية منه، وهذا الفحص يمُكن إجراؤه في العيادة بدون تخدير ، وترسل العينة الى معمل الأنسجة، فإذا تبين أن هناك تغيرات من الدرجة الأولى ( CİN 1)، فإن ذلك لا يحتاج إلى إجراء فحوصات إضافية، و نعود إلى ترتيب موعد الفحص القادم حسب الترتيب الذي أشرنا اليه. أما في حالة أن تكون التغيرات من الدرجة الثانية (CİN 2)، فإن الطبيب ينصح إمّا بإزالة هذه المنطقة ،أو أن يعيد منظار عنق الرحم كل ستة أشهر، فإذا تطورت إلى الدرجة التالية ،أو استمر وجودها بعد سنة من الفحوصات ، يُنصح بإزالة هذه الخلايا.

أمّا إذا كانت النتيجة (CİN 3) ، أو أعلى من ذلك، فإننا نحتاج إلى إجراءات إضافية لإزالة هذه الخلايا.
نؤكد هنا على أن تحويل السيدة إلى منظار عنق الرحم ، لا يعني وجود سرطان ، وإنما يعنى التعامل مع أنسجة قد تتحول إلى أنسجة سرطانية لو تُركت، و عليه، فإن هذه المسألة لا تستدعى القلق، و كل ما تستدعيه هو المحافظة على المواعيد واكتمالها حتى النهاية.

بعض السيدات قد يمنعهن القلق من متابعة النتائج و هذا ما لا يجب أن يحدث. إن النجاح الكبير في تقليل إصابة السيدات بسرطان عنق الرحم، إنما كان بسبب الفحص الدوري لعنق الرحم و كذلك بتعاطى التطعيمات التى تقى من الإصابة بالفيروس الحليمي البشري، و لذا فان كل ما ذكرنا من إجراءات يعتبر أمرا هيناً بمقارنته بالنتيجة المرجوة ،وهي اكتشاف التغيرات التى تؤدى إلى السرطان و معالجتها ،قبل أن نصل إلى مرض خطير، و كما قال العرب: (درهم وقاية خير من قنطار علاج).

SalehElshehry@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *