متابعات

أخصائية تغذية لـ”البلاد”: عدم تناولها يسبب ضعف المناعة.. تحذير من تراجع استهلاك الفواكه في المجتمع

جدة – ياسر خليل

يتردد في أوساط الصحة الغذائية بأن تتناول الفواكه تراجع كثيرًا في المجتمع السعودي، في وقت أفادت دراسة أمريكية حديثة، بأن عدم تناول ما يكفي من الفواكه والخضروات يوميًا قد يتسبب وفاة ملايين الأشخاص بأمراض القلب والأوعية الدموية حول العالم.


وللوقوف على حقيقة الأمر تقول أخصائية التغذية غاده ياسر لـ”البلاد”: “تبقينا الفواكه بصحة جيدة، وتضيف التنوع والمذاق والقوام إلى أنماطنا الغذائية، فالنمط الغذائي الغير متنوع غير صحي في حين أن معظمنا لا يتناول الفاكهة بشكل كافي للحفاظ على حياة مفعمة بالصحة، ويحاول الآباء اقناع أبنائهم بتناول الفاكهة عوضًا عن الوجبات السريعة والمقرمشات لمعرفتهم بالمنافع التغذوية والصحيه لها، حيث تشكل الفواكه جزءا مهما من نمط غذائي صحي وتساعد الأطفال على النمو وتدعم وظائف الجسم لدى جميع الأعمار، ويمكنها أن تمنع جميع أنواع سوء التغذية: نقص التغذية، نقص المغذيات والوزن الزائد والسمنة”.

وتتساءل غادة : “لماذا لا يتناول الناس ما يكفي من الفواكه ؟ ثم تجيب بالقول: قد يرجع ذلك لبعض الأسباب التي تتضمن: التوافر والقدرة على الشراء، حيث أن هناك أنواع عديدة من الفواكه موسمية وقابلة للتلف ولا تتوفر على مدار السنة، وأيضا قد تشكّل الفواكه جزءًا مكلفًا نسبيًا وينفق العديد أموالهم المخصّصة للغذاء على الكربوهيدرات الأساسية الرخيصة مثل الارز ويضيفون إليها كميات قليلة من الخضروات والمنتجات الحيوانية من أجل الطعم إذا توفرّت”.


وتواصل غادة حديثها: “من الأسباب الأخرى التربيه والثقافة، إذ يطغى الطابع الثقافي على الغذاء بشكل كبير، فأذواقنا متأثرة بالثقافة التي نشأنا عليها وطريقة تربيتنا كأطفال ، وفي الواقع يشكل الطعام جزءًا مهمًا من الثقافة نفسها”.
وعن أهمية تناول الفواكه والحصص اليومية المطلوبة تقول غادة: “إن تناول ما يكفي من الفواكه والخضروات له منافع عديدة منها: تعزيز الصحّة الجيدة وتقوية جهاز المناعة وخصوصاً لدى الأطفال ، وتساعد في الحماية من الأمراض ، حيث أن اتّباع نمط غذائي غني بالفواكه والخضروات والأغذية النباتية الأخرى العالية المحتوى من الألياف يحسّن تنوّع بكتيريا الأمعاء، ويزيد عادة البكتيريا المرتبطة بالمركبات المضادة للالتهاب التي تحسّن عملية الأيض ، وقد ثبُت أن زيادة استهلاك الفواكه يقلّل من مشاكل الهضم الأخرى مثل الغازات والإمساك والإسهال، وأيضا يمكن للفواكه تقليل خطر الاصابة بالسرطان والسمنة أوضحت عدد من الدراسات إلى انخفاض خطر الإصابة بالبدانة والسمنة لدى بعض المجموعات التي تتناول الفواكه”.

وتمضي غادة قائلة: “إن ما نستهلكه على المستوى العالمي من الفواكه والخضروات هو أقل بكثير من مجموع الحد الأدنى البالغ 400 غرام الذي توصي به منظمة الصحّة العالمية فيما يعادل 5 حصص بقدار 3 اكواب من الخضار وكوبين من الفواكه على الاقل من أجل الحصول على نمط غذائي صحّي ، وتعتمد الكميّة التي تحتاج إليها على عوامل مختلفة، منها العمر والجنس ومستوى النشاط البدني. وتضع العديد من البلدان توصيات إضافية للأطفال، نظراً إلى أهمية الفواكه والخضروات بالنسبة إلى النمو والنماء الصحيّين”.


وحول كيفية تشجيع الأطفال على تناول الفواكه خصوصًا مع تفضيلهم للحلويات، وماهي أفضل الفواكه، تضيف غادة: “ارتفاع الدخل وأنماط الحياة الحضرية مع تفضيل الراحة يرتبط في كثير من الأحيان بزيادة تناول السكر والزيوت والمنتجات الحيوانية والأغذية العالية التجهيز، وبانخفاض استهلاك الفواكه أصبح إستهلاك الأطفال للحلويات والوجبات السريعة بشكل أكبر ، وتشكل المدارس دورًا مهم في التشجيع ويمكن دمج التغذية في المناهج المدرسية من شأن الرسائل التغذوية والإنتاج البستاني المدمجين في المناهج الدراسية أن يساعدا الأطفال على اكتساب المهارات الحياتية، وأن يشجعا كذلك على استهلاك الفواكه منذ سنين الحياة الأولى ، ويمكن للتشريعات أن تعزز إدراج الفواكه  في مقاصف المدارس وآلات البيع وممارسات الشراء ، ويمكن أن يساعد فرض قيود على البيع بالقرب من المدارس في ما يخص الأغذية التي تحتوي على نسبة عالية من الملح والسكر والدهون المتقابلة على تحسين بيئة الأغذية في المدارس”.

وخلصت غادة إلى القول: إن جميع الفواكه مفيدة لصحة الإنسان، ولكن هناك أنواع تمثل أهمية كبيرة للجسم، لاحتوائها على مجموعة متنوعة من العناصر الغذائية التي يحتاجها يوميًا فمن الفواكه الموصى بها في النظام الغذائي بشكل يومي: التفاح، الموز، البرتقال، التوتيات والاناناس وذلك لمساهمتهم في تعزيز صحة الجهاز الهضمي بشكل أكبر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *