اجتماعية مقالات الكتاب

الاتحاد الأوروبي والجوازالسعودي للسفر

في منتدى الاستثمار السعودي الأوروبي الذي عقد بمدينة الرياض، أكد وزير الاستثمار السعودي المهندس خالد الفالح، أن الشراكة مع دول الاتحاد الأوروبي مهمة، حيث استثمرت أكثر من 1300 شركة أوروبية في المملكة، مبينًا وجود استثمارات سعودية مهمة في معظم دول الاتحاد الأوروبي.

وأوضح أن الاستثمار الأجنبي المباشر من الاتحاد الأوروبي في المملكة ، أظهر نموًّا قويًّا في عام 2022، في العديد من القطاعات ، مبينًا أن حجم التجارة بين المملكة والاتحاد الأوروبي بلغ 80 مليار يورو في الفترة الماضية، ممّا يمثل نموًّا سنويًّا قدره 30%.
وإلى جانب ما ذكره وزير الاستثمار السعودي في المنتدى الاقتصادي، تم أيضا توقيع العديد من اتفاقيات الشراكة ومذكرات التفاهم في مجالات مختلفة بين الجهات الحكومية والخاصة مع العديد من الشركات الإوروبية.

الخبر أعلاه، والذي تم نشره في الصحف المحلية، فيه دلالة واضحة على عمق العلاقات بين الحكومة السعودية مع معظم حكومات دول الاتحاد الأوروبي في قطاع الأعمال والإستثمار، ليس فقط في هذا المجال المهم جداً، لكن أيضا في العديد من المجالات الأخرى مثل المجال الصحي، الثقافي والعلمي، وعلى رأسها المجال السياسي الذي هو واضح لكل المتابعين من جهة التعاون الكبير الذي تقدمة الحكومة السعودية في الحرب الأوكرانية خاصة فيما يخص إطلاق سراح الأسرى أو في إيقاف الحرب القائمة، وغيرها من القضايا المشتركة بين الحكومة السعودية والدول الأوربية مثل الحرب على الإرهاب وقضايا المناخ وغيرها.

في المقابل، كيف ينظر الاتحاد الأوروبي الى المواطن السعودي من خلال جواز السفر؟ للأسف، تتعامل سفارات الدول الأوروبية المتواجدة على أرض المملكة العربية السعودية بأسلوب غير عادل وغير منصف للجواز السعودي! كيف؟
عندما يتقدم حامل الجواز السعودي بطلب السفر الى دول أوروبا (مجموعة الشنغن) وآيرلندا الجنوبية (عاصمتها دبلن) ،يتفاجأ بقائمة طويلة من الطلبات (الورقية) التي لابدّ أن تكون مترّجمة وموثّقة من جهات رسمية.

لقد كتبت (مقالات سابقة) عن تلك الطلبات التي تفاجأت بها عند زيارتي لمركز الفيز الدولي (VFS) ومقره جدة. هذا المركز يتعامل مع المواطن السعودي كما يتعامل مع مقيمي الدول الأخرى دون استثناء في تلك الطلبات. بمعني أن التعامل مع المواطن السعودي ، يتم بنفس التعامل مع مواطني دول أخرى معروفة -للأسف- بالإضطرابات السياسية والاقتصادية والحياة المعيشية الصعبة ورغبة مواطني تلك الدول (التي لا توجد على أراضيها سفارات أو قنصليات أوروبية) بالهجرة إلى الدول الأوروبية!
باختصار، هناك العديد من دول العالم مثل المملكة المتحدة واليابان ، ارتقت في تعاملها مع الجواز السعودي للسفر ، بحيث استطاع المواطن السعودي الحصول على تأشيرة الدخول (الفيزا) وبكل سهولة. في المقابل، الدول الأوروبية (مجموعة الشنغن) وآيرلندا الجنوبية (عاصمتها دبلن) ، مازالت تتعامل مع المواطن السعودي بأسلوب غير حضاري تحت أعين ومتابعة لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشورى السعودي، لماذا؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *