اجتماعية مقالات الكتاب

العدو الداخلي

يواجه الفرد في رحلة حياته ، الكثير من المصاعب التي تقلّل من سرعة تقدمه . وهذه المصاعب قد تتحول إلى عدو حقيقي للفرد ،حيث أن الخوف قد يصبح هاجسًا، وكذلك الفشل قد يصبح مصيرًا ، حينما يستسلم له الفرد ، وكذلك المعيقات الكثيرة التي قد يواجهها.

الأعداء هم من يحاربون الفرد ،و ينتزعون سلامه النفسي، وهي بلا شك قد تكون عوامل بسيطة، ولكن لها تأثير مدمِّر على الفرد و نفسيته، و تسهم في تشتيت فكره عن هدفه المحدّد، وهذا كفيل بجعله متراجعًا. فعوضًا عن تقدمه، تتكون لديه قيود قد يصعب عليه التحرّر منها بسهولة ، وهذا المؤشر بالرغم من خطورته، إلا أنه يمكن التخلّص منه بعدم
الإستسلام والإستمرار، ولكن ماذا لو أن هذا العدو كامن في عقولنا و مسيّطر على تفكيرنا و مترّجم لكل أفعالنا ؟ ماذا لو كان هذا العدو هو العائق الأول لنا و المتسبّب في تعطيلنا و تحقيق أهدافنا ؟

إنه من المؤلم جدًا على الفرد ،أن يكون عدوًا لذاته، وجلادًا سليطًا هادمًا لكل فكرة بنّاءة ، ومدمّرًا لكل حلم و محطّمًا لثقة الفرد بذاته و قدراته .

من شأن هذا العدو ،أن يجعل الفرد ضعيفًا منهزمًا و هشّاً، حيث أنه يقوم بتدّمير ثقة الفرد بذاته، ويبني لديه إعتقادًا ، أنه مهّما حاول ، لن يصل و لن ينجز
ما يريده ، وذلك نتيجة المعتقدات التي يبنيها الفرد عن ذاته، من خلال عداوته لنفسه ،مع تفاقم إنعدام الأمان و الشعور بالذنب.
على الفرد الوقوف بحزم شديد مع ذاته خاصةً إذا ظهرت لديه ملامح تفكير مغايرة لتفكيره ونمطه الإيجابي ، وعدم الإستماع إلى الصوت الداخلي السلبي المحطِّم، وتجاهله تمامًا، ومعرفة أن الأخطاء واردة ،وعدم السماح للصوت الداخلي بالإنتقاد المستمر، والتوجه الى دعم الذات، ومكافأة النفس و تحّفيز النظرة الإيجابيه و مراقبة الأفكار التي يخزنها في عقله، ومعرفة أن ليس كل ما يخبرنا صوتنا الداخلي حقيقيًا.

@fatimah_nahar

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *