اجتماعية مقالات الكتاب

علاج الألياف الرحمية

ذكرنا أن نسبة كبيرة من الألياف الرحمية لا تحتاج إلى علاج ، و ذكرنا متى نحتاج لعلاجها ، في حالة فشل العلاجات الدوائية نلجأ إلى علاجات جراحية و علاجات عن طريق الأشعة .

يمكن إحداث إنسداد في الشرايين المغذّية للرحم ، و يؤدي هذا إلى أن يصغر الورم الليفي بالتدريج و ينتهي تأثيره ، و يتم هذا الإجراء عن طريق قسطرة تدخل إلى الجسم عن طريق أوعية الفخذ الدموية، و تُتابع تحت توجيه جهاز الأشعة حتى تصل إلى الشرايين المغذّية للرحم ، وفائدة هذه العملية أن المريضة لا تنزف ، و تعود إلى حياتها العملية بسرعة. هذه العملية قد تؤدي و خاصة عند النساء اللواتي تجاوزن الأربعين إلى التقليل من فرص الحمل بسبب تأثيرها المحتمل على المبيض، كما أن من تحمل بعدها تزداد لديها احتمالات الإجهاض و الولادة المبكّرة ، و مشاكل المشيمة بالمقارنة مع من تُجري لها عملية استئصال جراحي للورم الليفي. و لذا فهي ليست الخيار الأنسب لمن تخطط للحمل.

عملية إستئصال الورم الليفي جراحياً ، بفتح البطن ، أو عن طريق منظار البطن ،أو عن طريق منظار الرحم لو كان حجم الورم صغيراً و واقعاً في تجويف الرحم.

العملية الجراحية هي الخيار الأول لمن يخططن للحمل، و في حالة السيدات اللواتي لديهن مشكلة في الإنجاب دون وجود أي سبب آخر ، فإن فرصهن الإنجابية تتحسّن بعد العملية، رغم أن ما ينشأ عنها من إلتصاقات قد يكون سبباً في تقليل الخصوبة ، و عادة ما يلجأ الأطباء قبل العملية لبعض العلاجات ، التي تقلّل من الحاجة إلى نقل الدم خلال العملية.

طريقتا العلاج السابقتان لا تمنعان من نمو ألياف رحمية فيما بعد، و لذا فإن السيدات اللواتي انتهت حاجتهن إلى الإنجاب و خاصة من اقتربت أعمارهن من سن انقطاع الطمث ، يُنصحن بإجراء عملية استئصال للرحم، العملية إذا ما قورنت بعملية إستئصال الورم لا تتسبّب في نزف دم كثير، كما أننا نضمن ألا تنمو ألياف أخرى فيما بعد، و عمليات إستئصال الرحم بسبب الألياف تصل إلى أكثر من مائتي ألف عملية في السنة في أمريكا.

بالنسبة للسيدات اللواتي يقتربن من سن انقطاع الطمث ، تحذّر هيئة الغذاء والدواء الأمريكية من استعمال جهاز تقطيع الرحم أو تقطيع الورم الليفي ، و ذلك في حالة إجراء العملية من خلال منظار البطن، لأننا نحتاج بشدّة إلى فحص الليف المستخرج في معمل الأنسجة، لنتأكد من عدم وجود خلايا غير حميدة.
تبقى مسألة مهمة عند الحديث عن إستئصال الرحم في حالة كهذه ، هل يُنصح باستئصال المبيض معه، باعتبار أن المرأة لم تعد بحاجة إلى بويضات في غير وجود الرحم ؟
نحاول الإجابة في المقال القادم.

SalehElshehry@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *