رياضة مقالات الكتاب

فهد المصيبيح

يشاكس مارادونا الصحفيين البرازيليين دائماً في قضية من هو الأفضل كلاعب كرة قدم في التاريخ ويصرّح دائماً لهم بأنه الأجدر وحده بهذا اللقب وليس مواطنهم الشهير بيليه وكان أحد اختياراته كأفضل لاعب برازيلي أثّر فيه هو اللاعب المعروف لدينا في السعودية روبرتو ريفيلينو. كلاهما، مارادونا وريفيلينو، يلعبان بالقدم اليسرى.

ولاعبنا الكبير الذي نتحدّث عنه هنا في هذه المساحة، فهد المصيبيح، يلعب بالقدم اليسرى أيضاً وقد كانت له فرصة اللعب بجانب ريفيلينو في نادي الهلال السعودي إذ مازال اليوتيوب يحتفظ بذلك الهدف الذي صنعه ريفيلينو، وهو أفضل صانع ألعاب في التاريخ باعتراف بيليه نفسه، في تمريرة جميلة حوّلها فهد المصيبيح هدفاً جميلاً.

لا يبدو أن صانع ألعاب، مثل ريفيلينو وفهد، يحظى بتلك الشعبية الجارفة التي يحظى بها المهاجم صاحب اللمسة الأخيرة، وهذا له ما يبرّره لأن الكرة أهداف كما يقولون. هذه حقيقة أدركها مارادونا ويعرفها ريفيلينو جيداً. فهد المصيبيح صانع ألعاب من الدرجة الأولى قلّ أن تجود الملاعب السعودية بلاعب مثله. زجّ به المدرّب البرازيلي زاغالو ليلعب مع الفريق الأول رغم صغر سنه لأنه عرف موهبته وعرف أن المهاجم لا يستطيع أن يفعل شيئاً من دون صانع ألعاب ماهر خلفه. لا يمكن أن ينسى محيسن الجمعان تلك التمريرة الحاسمة التي صنعها المصيبيح له في مباراة كأس آسيا الثامنة ضد الكويت حيث لم يكن أمام محيسن إلا أن يسجّلها. صنع فهد المصيبيح الكثير من الأهداف الدولية مع المنتخب ولا يمكن أن ينكر اللاعب الكبير ماجد عبدا لله هذه الحقيقة فقد ترجم الكثير من تمريراته القاتلة إلى أهداف. كما لا ينسى الجمهور السعودي ضربة الجزاء الحاسمة التي أقصت منتخب إيران في نصف نهائي كأس آسيا ومهدت الطريق للمنتخب السعودي في الفوز بأول كأس آسيوية.

فهد المصيبيح، فضلاً عن كونه لاعباً موهوباً بعقلية محترفة، لاعب قدوة يتمتع بأخلاق عالية يحتاجها الشباب وخاصة في هذا الوقت إذ يكفي مثلاً أن نعرف أنه حصل على كرت أصفر وحيد طوال مسيرته الكروية دولياً ومحلياً بقرار خاطئ من حكم المباراة. وكانت ردة فعل المصيبيح في اللقطة الشهيرة لزميله في المنتخب جمال فرحان مع الحكم البلجيكي مدعاة للتأمل والقراءة. أجمع الكثير من الرياضيين على اختلاف ميولهم على محبته. بعد اعتزاله الكرة، تقلّد المصيبيح عدة مناصب إدارية في ناديه والمنتخب السعودي لكرة القدم. هذا اللاعب العظيم مثالي ونادر فعلاً، ولا تملك إلا أن تقف له احتراماً وتقديراً على ما قدّم من تضحيات في سيرته الرياضية المليئة بالإنجازات محلياً ودولياً. رغم محبة الناس له وشهرته الكبيرة كلاعب كرة قدم إلا إنه لا يظهر في الإعلام ويؤثر على نفسه كثيراً ولم يتم تكريمه في مباراة اعتزال. دعواتنا لهذا النجم الكبير أن يمن الله عليه بالشفاء بعد الوعكة الصحية التي ألم بها مؤخرا فمثله يستحق كل خير.

khaledalawadh@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *