اجتماعية مقالات الكتاب

مجالس إصلاح ذات البين والتطوير

كان لمجالس إصلاح ذات البين عبر تاريخها الطويل المشرف، المرتبطة إرتباطاً مباشراً بالمحاكم الشرعية فيما مضى، بحسب خبرتي – كان لها الدور البارز والمساند في حل العديد من القضايا الزوجية والاجتماعية والأسرية والحقوقية، المنظورة لدى قضاة المحاكم، وكان دورها خيرياً وإنسانياً ويتكون أعضاؤها من مواطنين مشهود لهم بالتقوى والصلاح وحب الخير والتفاني في فعله.

ومع التغيير والتجديد والتطوير الذي شمل العديد من الأنشطة والتعليمات والإجراءات في المرافق الحكومية تبعاً للنهضة التي عمت أرجاء البلاد تقدماً ورقياً وفق استراتيجيات وتخطيطات مدروسة في طليعتها دعماً وتخطيطاً واستراتيجية رؤية المملكة 2030،
ظلت هذه المجالس تؤدي الدور الذي أنيط بها في حالة من الاجتهاد والإنجاز إلاَّ أنه لم يطرأ على تكوينها الهيكلي ما يتماشى مع ظروف العصر ومتطلبات النهضة التي عاشتها المملكة ووصلت من خلالها إلى مكانة عالية من الرقي والتقدم في شتّى مجالات الحياة. ولأن معظم تخصصات هذه المجالس ذات صلة مباشرة بشؤون المرأة والأسرة ،ولأهمية الدور الاجتماعي الذي تضطلع به هذه المجالس ،كان لزاماً علينا أن نعيد هيكلتها خاصةً وقد أصبح للمرأة السعودية دورها التأهيلي المميّز في مسيرة النهضة وتخصصات عدة وباتت الساعد المساند مع الرجل في العديد من الوظائف العامة والتخصصية.

ولأن مجالس إصلاح ذات البين تنطلق من شؤون المرأة والأسرة، ومعظم قضاياها ذات صلة بشؤون الحياة الزوجية وما في حكمها، فإنني أقترح على الجهات المعنية عن هذه المجالس وفي مقدمتها وزارة العدل، إعادة النظر في تخصصات وهيكلة أعمالها، طالما أنه بات للمرأة مشاركات في بعض القضايا العدلية كالقضاء والمحاماة وما في حكمهما لثبوت جدارتها التأهيلية من جهة وعلمها بشؤون وخصوصيات المرأة دون غيرها، بحيث يتكون أعضاء هذه المجالس على النحو التالي:

-متخصصة في التربية وعلم النفس.
-اخصائية نفسية.
-اخصائية اجتماعية.
-محامية وقانونية.
-قاضي شرعي.
-خبير أنظمة وتعليمات.
-متخصصة في الشؤون الأمنية.
وتكون المرجعية لهذه المجالس وزارة العدل ولها حق اختيار أعضائها، ولا يمنع منح مكافأة تشجيعية لكل عضو وعضوة مقابل الجلسات الحضورية، على غرار تنظيم المجالس البلدية الإداري والمالي.

خاتمة:
هذا ما رأيت الإسهام به حول تطوير مجالس إصلاح ذات البين خاصة ومعظم من يدير عملها حالياً، من الرجال بينما رسالتها الأساسية ذات صلة وطيدة بشؤون المرأة والأسرة والمرأة أدرى (بخصوصيات المرأة من غيرها) وستحقق المرأة من خلال ذلك منجزات فاعلة في حل العديد من قضايا المرأة والأسرة والتخفيف على قضاة المحاكم من تزايدها بإذن الله .
وبالله التوفيق.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *