تحدثنا في مقال سابق عن خطورة تسمُّم الحمل على الحوامل ، و بحمد الله أمكن التخفيف من أضرارهذا المرض بسبب زيادة وعي الحوامل بأهمية المتابعة المنتظمة مع الفريق الطبي .عادةً ما يقوم الفريق الطبي في فترة مبكّرة بتحديد الحوامل اللواتي يزداد لهن إحتمالات تسمُّم الحمل، و ذلك بقصد تكثيف الرعاية الطبية و توعية الحامل . و القائمة تضم الحوامل اللواتى سبق أن تعرضن لحالات تسمُّم الحمل، و الحوامل للمرة الأولى ، و الحوامل في عمر متقدم ، و من لديهن مرض سكر أو ارتفاع في ضغط الدم ، و من يحملن بتوائم ، أو كانت أوزانهن زائدة . وعندما تزيد إحتمالات تسمُّم الحمل ، يتم إعطاء الحامل اسبرين أطفال بدءاً من الأسبوع الثانى عشر، إذ قد يساعد على التقليل من حدوث المرض.
قياس ضغط الدم في كل زيارة تقوم بها الحامل للمركز الطبى أمر مهم ، يجب أن يقاس ضغط الدم بينما تكون الحامل في وضع جلوس و استرخاء، بينما يكون الظهر مستنداً على الكرسى ، و يجب أن تكون الساقان منفرجتين، و أن يؤخذ القياس بينما تكون الذراع في مستوى القلب.
وحيث أن ارتفاع ضغط الدم هو عرض لظهور المرض ، فإن كثيراً من الأبحاث تتوجه نحو اكتشاف طريقة يمكن بها الإستدلال على تزايد إحتمالات حدوث تسمُّم الحمل قبل ارتفاع ضغط الدم ، أي قبل ظهور المرض.
في مقال نشر بصحيفة الجارديان، تم تسليط الضوء على ما توصلت له مجموعة بحوث رائدة في بريطانيا، توصلت إلى تحديد انزيم تفرزه المشيمة تؤدي زيادة إفرازه إلى تأثيرات على الأوعية الدموية للأم تنتهى الى حدوث تسمُّم الحمل.
البروفيسور عاصف احمد رئيس المجموعة البحثية ، أكد أن المجموعة قد أنتجت دواءً يؤدى الى تقليل انتاج هذا الانزيم ، و أن تجاربها على الحيوانات انتهت إلى قدرته على منع حدوث حالات تسمُّم الحمل، و لهذا فإن الوكالة البريطانية المتخصصة بشؤون إنتاج الأدوية والمستحضرات الصحية قد وافقت على اعطاء رخصة لاستعمال هذا الدواء ضمن تجارب إكلينيكية على الحوامل اللواتي تزداد احتمالات حدوث تسمُّم الحمل لديهن .كما أعلنت نفس المجموعة البحثية أنها طورت برنامجا يحلل نتائج الفحوص الروتينية التي تجريها الحوامل، تتوصل به للتحديد الحوامل الأكثر عرضة لحدوث تسمُّم الحمل. و في حالة تأكيد هذه النتائج ، فإننا نتوقع نجاحاً بالغاً للرعاية الطبية للحوامل من خلال علاج آمن و فعّال و سهل التناول.
SalehElshehry@
