الرياضة

الكرة الإيطالية تخسر 5 ألقاب في 17 يوماً

البلاد- جدة

تعيش الكرة الإيطالية أوضاعًا كارثية في الآونة الأخيرة؛ حيث خسرت 5 بطولات على مستوى الأندية والمنتخبات في غضون 17 يومًا، ما يدل على أن كرة القدم الحديثة تعتمد بشكل كبير على المال أكثر من الموهبة.
يبدو أن تتويج منتخب إيطاليا بلقب كأس الأمم الأوروبية قبل عامين، لم يكن سوى فورة عابرة؛ إذ لا تكاد الكرة الإيطالية تخرج من إخفاق إلا وتدخل في فشل آخر.
كانت الألقاب الخمسة التي خسرتها الكرة الإيطالية في غضون 17 يومًا، كفيلة بإعادة اللعبة المنهكة من أزمات التلاعب والشح الاقتصادي والتراجع الفني إلى رونقها وريادتها المعهودة. منذ فشل منتخب “أتزوري” في التأهل إلى نهائيات كأس العالم الماضية في قطر، دخلت اللعبة الشعبية في البلاد في فترة هي الأصعب في تاريخها، وكان ينظر إلى تتويج المنتخب باللقب القاري الثاني في تاريخه، بأنه سيكون انطلاقة النهضة الجديدة في “جنة كرة القدم”، لكن سلسلة الإخفاقات تواصلت على صعيدي الأندية والمنتخبات، بخسارة الأندية للنهائيات القارية الثلاث، كما خسر منتخب الشباب نهائي كأس العالم تحت 20 سنة أمام أوروغواي، فضلاً عن إقصاء المنتخب الأول من نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية بسقوطه أمام نظيره الإسباني 1-2، ليكمل سلسلة من انتكاسات الكرة الإيطالية الأخيرة.
وكان روما قد سقط في نهائي الدوري الأوروبي “يوروبا ليغ” أمام إشبيلية الإسباني بركلات الترجيح، وخسر فيورنتينا نهائي دوري المؤتمر بخسارته أمام وست هام الإنجليزي 1-2، والخسارة الأهم كانت لإنتر ميلان في نهائي دوري الأبطال أمام مانشستر سيتي الإنجليزي 0-1 في نهائي إسطنبول، وبات هذا الموسم تاليًا بمثابة “الكابوس”.

 
تغير الأسلوب
إذا كان سقوط الأندية مفهومًا ضد فرق تتمتع باقتصادات ضخمة واستقرار أكبر، فإن سقوط المنتخب لا يُفهم، خصوصًا أن المدرب المخضرم روبرتو مانشيني كان قد قدم سلسلة من النتائج القوية منذ بداية حقبته، وصولًا إلى الصعود على القمة القارية على حساب منتخب إنجلترا، بالاعتماد على نهج هجومي بعدما كانت تشتهر الكرة الإيطالية بالدفاع القوي “كاتيناتشيو”،
ولكن المستوى هبط على نحو سريع لتعود دوامة النتائج المخيبة.
وشكا مانشيني من الشح في المهاجمين، وقال بعد المباراة التي أجريت في ملعب أنشخيده في هولندا: “يجب أن نواصل البحث عن موهبة هجومية جديدة في الوقت الذي نكافح فيه لتقديم أداء ثابت”.

وتفوقت إيطاليا على إسبانيا معظم فترات المباراة، لكنها عانت لصنع عديد من الفرص وخسرت بهدف متأخر عن طريق البديل خوسيلو.
وقال مانشيني للصحافيين: “بدأنا بالفعل في تجديد الأمور، وسنواصل القيام بذلك. يوجد لاعبون جيدون لكن المواهب تأتي على موجات. في الوقت الحالي نملك لاعبي وسط ومدافعين جيدين، لكننا نفتقر إلى المهاجمين الرائعين ولا أعرف لماذا”.
وواصلت الهزيمة أمام إسبانيا الأداء المتذبذب لبطل أوروبا، الذي غاب عن آخر نسختين من كأس العالم في 2018 و2022م، وخسر أمام إنجلترا في تصفيات بطولة أوروبا 2024 في مارس الماضي.
وأضاف مانشيني أن خطة اللعب التكتيكية الجديدة بوجود ثلاثة لاعبين في قلب الدفاع وظهيرين عملت بشكل جيد في الشوط الأول، لكن فريقه جعل الأمور سهلة للغاية على إسبانيا بعد الاستراحة.


الصعوبات المالية
لا تفتقد الكرة الإيطالية للمواهب، ولديها لاعبون مميزون في كل المراكز باستثناء الهجوم في الوقت الحالي، لكن الجودة الفنية للاعبين قد لا تكفي في كرة القدم الحديثة التي تعتمد على المال بشكل كبير.
ومع ذلك، يتفاءل الإيطاليون بتحسن الأوضاع في القريب العاجل، ويرون أن تأهل أندية الدوري الإيطالي إلى النهائيات رغم كونها أقل إمكانات مادية من نظرائها في إنجلترا وإسبانيا، هو مؤشر إيجابي، وأن المعضلة يمكن حلها باتخاذ بعض التدابير العاجلة لإيقاف نزيف البطولات، وضمان النجاح في الخطوة الأخيرة والأكثر أهمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *