الرياضة

اقتصاديون ورياضيون لـ”البلاد “: خصخصة الأندية والاستثمار قاطرة الرياضة السعودية للعالمية

متابعة– محمد الجليحي- بدر النهدي- بخيت الزهراني

استقبل الشارع الرياضي السعودي بكثير من التفاؤل إطلاق سمو ولي العهد- حفظه الله- لمشروع خصحصة الأندية الرياضية والاستثمار الرياضي؛ نظرًا لما سيعكسه ذلك من تطوير ونقلة نوعية للرياضة السعودية بشكل عام، والأندية الرياضية وكرة القدم خاصة.
” البلاد” التقت عددًا من رؤساء الأندية- الحاليين والسابقين- والاقتصاديين المهتمين بالاستثمار الرياضي؛ للوقوف على آرائهم حول هذا المشروع الطموح.
في البداية، قال الاقتصادي طلعت حافظ: مشروع خصخصة الأندية الرياضية أسعدني، لأنه يعني دخولنا حقبة جديدة من التميز والتطور الرياضي؛ حيث سيحقق زخمًا وفوائد كبيرة؛ سواء للقطاع الرياضي وللأندية، لأنه سيرسخ حوكمة الإنفاق، وهو أمر جدًا مهم للأندية؛ حيث سيؤدي من خلاله إلى الاستدامة المالية، وهي مطلب القطاع الرياضي، وكذلك توسيع مصادر دخل الأندية، مع دخول الأندية مجال الاستثمارات متعددة الأوجه، التي ستدر عليها إيرادات كبيرة ما سيعطي الفرصة لتطوير الأندية لملاعبها ومرافقها وبنيتها التحتية. وأضاف: دخول صندوق الاستثمارات العامة في المجال الرياضي أمر مهم؛ لأن الكوادر التي تدير الصندوق يمتلكون خبرة واسعة في إدارة الشركات، سواء ملكية تامة، أو حصص في كبرى الشركات العالمية تجاوزت 77 شركة، ولعل النموذج الأبرز والأقرب نادي نيوكاسل الإنجليزي العريق، الذي تغير وتطور إلى الأفضل. فتملك الصندوق ما نسبته 75% من أندية الهلال والنصر والاتحاد والأهلي سيعود بالنفع الكبير على هذه الأندية وعلى كل القطاع الرياضي بشكل عام وهذا الخصخصة تعتبر من الحلول الناجحة لتنويع محافظ صندوق الاستثمارات العامة. واختتم: الخصخصة ستزيد من القيمة التسويقية للدوري السعودي، وهدفنا بأن نكون من بين أفضل 10 دوريات في العالم، لا أراه بعيدًا، خاصة مع استقطاب نجوم الكرة العالمية للدوري السعودي.


المطوع: الشفافية مطلوبة لنجاح خصخصة الأندية
من جانبه، أشاد رجل الأعمال ورئيس نادي الرائد فهد المطوع بالقرار التاريخي لسمو ولي العهد الخاص بخصخصة الأندية، وثمن الدعم غير المحدود الذي يقدمه حكومتنا الرشيدة للأندية والاتحادات الرياضية السعودية، ورأى المطوع، أن من ثمار الخصخصة الخروج من عباءة أعضاء الشرف الداعمين، الذين يتدخلون كثيرًا في قرارات إدارات الأندية؛ باعتبار أنهم الداعمون، وهم مصادر الدخل الكبرى للأندية، فضلاً عن أن الخصخصة ستجعل هناك الكثير من الآراء، بدلًا من سطوة الرأي الأحادي الذي يتحكم به أعضاء الشرف الداعمون، الذين دخل معظمهم الوسط الرياضي حبًا في الظهور، وبحثًا عن الوجاهة الشعبية. كما أن الخصخصة ستسهم في منح الأندية ذات الدخل المحدود فرصة أكبر للصعود، وتعطيها استقلالية أكبر عن مجالس أعضاء الشرف والأوصياء الذين يقايضون دعمهم بالمواقف التي تتبناها إدارات الأندية.
ونوه المطوع لضرورة وجود شفافية في الأندية الرياضية؛ حتى يتم نجاح مشروع خصخصتها، وقال: إذا لم تكن الأمور واضحة، وهناك شفافية في التعامل، فربما ستكون هناك فوضى.

الياقوت : الخصخصة.. حلم قديم تحقق الآن
من جهته، قال د. جاسم الياقوت رئيس نادي القادسية الأسبق: إن موضوع الاستثمار وخصخصة الأندية الرياضية حلم قديم، كان يراودنا منذ زمن طويل. ففي وقت رئاسة الأمير عبدالله بن مساعد لهيئة الرياضة، تم تشكيل لجان عديدة لبحث الاستثمار الرياضي وخصخصة بعض الأندية، وقد قدمت مقترحات عدة لهذه اللجان، واليوم أصبح الحلم حقيقة، على يد عراب الرؤية الأمير محمد بن سلمان الذي حوَّل الطموحات والأماني إلى مراحل تنفيذية وأعمال على أرض الواقع؛ ما سيساهم بقوة في نهضة الرياضة السعودية، عبر اكتشاف المواهب، ورفع مستوى الأندية وتطوير البنية التحتية وتقديم أفضل الخدمات لجماهيرنا الرياضية. هذه الإستراتيجيات سوف تساهم في خلق رياضة راقية تنافس عالميًا في مختلف الألعاب- وليس في في كرة القدم. وواصل: سعيد جدًا باستحواذ شركة أرامكو على نادي القادسية، فشركة أرامكو من رواد الرياضة في المنطقة الشرقية؛ لذا نطمح بإحداث نقلة نوعية لنادي القادسية؛ ليعود لمكانه الطبيعي بين كبار الأندية.

– مؤمنة: سنشهد قفزات في كل الرياضات
أما المالي ورئيس الأهلي الأسبق، عبدالإله مؤمنة، فقال: هذا قرار تاريخي وعظيم للرياضة والرياضيين؛ كونه سيسهم بعد نقل الأندية وتخصيصها بشكل عام في تحقيق قفزات نوعية بمختلف الرياضات في مملكتنا بحلول عام 2030م، لصناعة جيل متميز رياضيًا على الصعيدين الإقليمي والعالمي، إضافة إلى تطوير لعبة كرة القدم ومنافساتها بصفه خاصة، للوصول بالدوري السعودي إلى قائمة أفضل 10 دوريات في العالم.
وأضاف: عوائد الأندية المالية- بدون شك- سوف تشهد نموًا كبيرًا، خاصة بعد تطبيق الاحترافية بشكل كامل، وإدارة الأندية وملكيتها بمفاهيم الربحية والحوكمة والاستدامة، واحترافية الإدارات العاملة، وكذلك دخول الشركات العملاقة السوق الرياضي.
وعن ارتفاع العوائد المالية لرابطة الدوري السعودي للمحترفين المعلن عنها من 450 مليونًا إلى 1800 مليون، قال مؤمنة: أعتقد- حسب المعلن- أنه تم الانتهاء من المرحله الأولى المتعلقة بالإجراءات التنفيذية، وسوف ننتظر الآلية المقترحة؛ للوصول إلى المستهدف بإذن الله في 2030.
وعن دخول الشركات العملاقة للمجال الرياضي، وهل سيؤثر ذلك على أسماء الأندية الكبرى، قال رئيس الأهلي الأسبق: إن
الأندية والكيانات لها قيمة سوقية باسمها التاريخي، خصوصًا أندية الأهلي والاتحاد والهلال والنصر، وأسماء الأندية وقيمتها محفز كبير أيضًا للمستثمرين؛ لذا ربما نرى شركات كبرى ستدخل مجال الاستثمار الرياضي بأسمائها الرسمية؛ للمنافسة في المسابقات الرياضية. ولا شك أن الرياضة، وبالدعم الكبير من لدن قيادتنا الرشيدة، ستكون محفزًا لدخول شركات عملاقة للسوق الرياضي، وستصبح الرياضة السعودية في كافة الألعاب لاسيما كرة القدم بيئة جاذبة جدًا للنجوم العالميين والاستثمارات الضخمة، بإذن الله.
واختتم مؤمنة: أرى بعد قراءتي الشخصية لإطلاق مشروع خصخصة الأندية، أن الصناديق والشركات الكبرى سوف تبدأ بشكل مباشر في تملك الأندية، مع الاستعداد لمرحلة لاحقة، تتمثل في طرح الأندية في سوق الأسهم، ووقتها تستطيع جماهير كل ناد شراء أسهم به بشكل مباشر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *