اجتماعية مقالات الكتاب

هاري بوتر والقراءة

تدخل أكبر مكتبة في المملكة لتشتري كتاباً أرسل عنوانه صديق لك. الكتاب مُتاح إلكترونيا لكنك كالعادة تنتمي إلى العصر القديم الذي يفضّل رائحة الأوراق. يهولك المنظر أمام أحد الأقسام في المكتبة في الدور الثاني.

• ماذا ترى؟
– مجموعة من الشباب يقفون في صف طويل بقلق بالغ في انتظار دورهم لإقتناء كتاب مهم قبل أن ينفد أمام أعينهم.
• هل أنا في حلم؟
– هؤلاء هم طلاب المرحلة الثانوية، أي جيل ما بعد الألفية، أو الجيل الرقمي الذي لا يعرف الكتاب الورقي مطلقاً.
• ماذا يريدون؟ ومن هو المؤلف المحظوظ الذي يتسابق هؤلاء الشباب لشرف نيل الحصول عليه قبل الآخرين؟ نسيت الكتاب الذي جئت من أجله ووقفت في الصف منجذباً لهذا الترف الباذخ والمشهد النادر.

هل هذا معقول؟
– طلاب وطالبات في مقتبل العمر يقفون في صف طويل لشراء كتاب، ليس هذا فقط، بل إنك تلاحظ بعض الآباء والأمهات يقفون جنباً إلى جنب مع أبنائهم وبناتهم في هذا المكان يبتهلون إلى الله عدم نفاد الكمية قبل أن يأتيهم الدور.
تحاول أن تسترق السمع لكشف هذا اللُغز المحيّر ومعرفة السرّ الذي يجعل هؤلاء الشباب يقبلون على القراءة بشكل مفاجئ بعد أن كسدت تجارة الكتب وأغلقت معظم المكتبات أبوابها خاصة مع مطلع القرن الحادي والعشرين حينما أصبحت أمازون وصويحباتها من الشركات العابرة للقارات هي التي تتحكّم بكل شيء.

لطالما كنت تشتكي من إبتعاد الجيل الجديد عن القراءة وإنغماسهم الكامل في التقنية والإنترنت والألعاب الإلكترونية والأجهزة الذكية. لكن أنت ترى الآن بأم عينك هذا الإقبال الكبير من الشباب على شراء كتاب: هل هي رواية جديدة؟ أم ديوان شعر؟ أم صرخة جديدة الله أعلم بها.

تحاول البدء بحوار مع شاب يقف أمامك لتستطلع الأمر:
• السلام عليكم
– وعليكم السلام
• ما القصة؟ لماذا كل هذا الزحام؟
– يريدون شراء كتاب جديد وصل المكتبة للتو
• هل هذا معقول؟ ما اسم المؤلف؟
– لا أعرفه نسيت اسمه أعرف العنوان فقط
• كيف لا تعرفه وأنت واقف تنتظر شراؤه؟
– لا يهمني مؤلفه المهم أن أحصل على الكتاب
• كم سعره؟
– 110 ريال.
• غال جداً، أي نوع من الكتب هذا؟ عن ماذا يتحدّث ؟
– هذا كتاب يصدر كل سنة نسخةً جديدةً.
• هاري بوتر جديد؟
– لا، هذا كتاب ممتاز”مرة حلو”
للقدرات والتحصيلي.

khaledalawadh@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *