اجتماعية مقالات الكتاب

رحلة الفخر والثقة بالنفس

منذ أن شارك سمو الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود في مهمة فضائية في العام 1985م باعتباره أول عربي ومسلم يشارك في رحلة فضائية، وطموح المملكة لا يعرف المستحيل.

وخلال متابعته انطلاق ريّانة برناوي وعلي القرني للفضاء قال سموه :”نحن نشهد لحظة تاريخية”، وتابع “أتأمل تجربتي في الفضاء قبل سنوات طويلة، وسعيد أن السعودية عادت مرة أخرى إلى الفضاء وهذه مجرد بداية”.

وكان سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود في الموعد مع التاريخ، حين هنأ كل من ريّانة برناوي وعلي القرني على نجاحهما في البرنامج التأهيلي، منوهاً بالقدرات غير العادية في طموح الشباب السعودي في البحث عن فرص للمستقبل للإسهام في أبحاث الفضاء. وكان استقباله -حفظه الله – لرائدي الفضاء أكبر حافز عزّز فيهما ثقته الملكية الكبيرة حين غمرهما بكل أمنياته الصادقة بالتوفيق في رحلتهما العلمية إلى محطة الفضاء الدولية وعودة آمنة إلى أرض الوطن ، وعكس هذا الانطلاق حجم الإنفتاح الكبير الذي يشهده المجتمع السعودي، حيث لم يكن مسموحاً للمرأة مجرد قيادة السيارات حتى قبل أقل من 5 سنوات ، لذلك شاهدنا هذه المشاعر الفيّاضة من محطة الفضاء الدولية، وسط تفاعل كبير من السعوديين على الأرض، عبر معارض للفضاء أقيمت في كل من الرياض والدمام وجدة، لربط الجيل الجديد بالرحلة التي يقوم بها أبناؤنا وبثت روح الطموح وثقافة إكتشاف الفضاء بين الناشئة .

وقال القرني من داخل المحطة :”بحمد الله وصلنا… نحن هنا للقيام بتجارب علمية تعود بالنفع على البشرية بإذن الله”، بينما أضافت برناوي “بدعم قيادتنا الرشيدة نحن الآن نعيش حلماً لم نتوقع أن يصبح حقيقة، وهذه الرحلة تمثل السعوديين والوطن العربي بأكمله” .

لقد بثت هذه الخطوة الجريئة روح الفخر والثقة بالنفس بين كل فئات المجتمع السعودي خصوصاً من الشبان الذين لم يعايشوا صعود سمو الأمير سلطان بن سلمان إلى الفضاء قبل نحو 4 عقود، وضجّت وسائل التواصل والميادين والمحلات التجارية بمشاعر الغبطة والسرور وتم ترديد الأغاني الوطنية على سبيل الإحتفاء، خصوصاً أغنية “فوق هام السحب”، التي ظل السعوديون يرددونها جيلاً بعد جيل، قبل أن يروها تطبق عملياً في الرحلة الفضائية، ومعنوياً عبر إصلاحات إجتماعية وإقتصادية كان الشباب محورها الأبرز باعتباره قطاعاً مستقبلياً عملاقاً تتقاطع فيه رؤى عالمية نحو الإستدامة والتكنولوجيا والأبحاث العلمية وتؤكد هذه الرحلة الفضائية التاريخية إلتزام المملكة بدعم جهود إستكشاف الفضاء، وتشجيع البحوث العملية في هذا المجال، وتعزيز دور أبناء الوطن في برامج الفضاء ومجالاته من العلوم والتقنية لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *