تكنولوجيا مقالات الكتاب

الذكاء في جيوبنا

تطبيقات الذكاء الإصطناعي أصبحت من الأمور المثيرة للدهشة والجدل والحيرة والخوف  والترقّب لأطياف كثيرة من المجتمعات الإنسانية: علماء ومتخصصون وباحثون ومفكرون وفلاسفة الخ .. حتى البسطاء من البشر أصبح لديهم إهتمامات وترقّب ومفهوم خاص بهذه التكنولوجيا المتطورة ووظيفتها وتطبيقاتها ..

ونقصد بوظيفة الذكاء الإصطناعي،  قدرة النُظم والبرمجيات على محاكاة الانسان في التفكير والتعلم من الخبرات والتجارب المتعددة السابقة حيث أن هذه البرمجيات وجدت طريقها لقطاعات متعددة من الأعمال والوظائف الإدارية والخدمية والبحثية والتحليلية . وبإختصار فإن الذكاء الإصطناعي يغطي جميع قطاعات ونشاطات حياة البشر تقريباً ويؤدي وظائفها بل ويفكر عنها ويؤّثر على قراراتها سلباً أو إيجاباً.

لكن يجب أن نفرّق بين الذكاء البشري المتعارف عليه والموجود في أدمغتنا وذلك الذي نقصده في هذا المقال حيث أن ذكاء اليوم خرج من القمقم وانتشر حولنا وفي كل مكان وتربع على عرش التكنولوجيا بشتى أنواعها وصورها وذلك بواسطة الآلة المتعلمة والأجهزة الملبوسة بل وأصبح يقبع في جيوبنا من خلال مليارات الهواتف الذكية والشرائح الإلكترونية والأجهزة المنزلية والطبية وأصبح يقترب من إستعمالات البشر اللحظية  ويساعدنا في التحليل والتخطيط واتخاذ القرارات الشخصية نيابةً عن الإنسان في معظم الأعمال حتى الآن .

بالأمس عرض جوجل إستعمالات وتطبيقات الذكاء الإصطناعي من خلال مؤتمرها الخاص بالبرمجيات  ولقد كان العرض مثيرا للدهشة والتفاؤل بأن الذكاء الإصطناعي ليس كله شر مستطير بل إنه وسيلة وأداة لراحة وخدمة الإنسانية في حياتها اليومية .
يقول جوجل إنك اليوم تستطيع أن ترى وتشاهد معالم الطرق والشوارع للعناوين والإتجاهات التي تقصدها كأنك تطير داخل طائرة درون وتستطيع أن ترد على بريدك الإلكتروني آلياً ولحظياً وفق مرئياتك دون جهد منك  وأن تقوم بتعديل الصور ومقاطع الفيديو وفق رغباتك بالحذف أو الإضافة بل وتغيير نهايات الأفلام والمسلسلات بما تراه مناسبا لك ولثقافتك ومزاجك. وأن ترتدي الساعات والمجوهرات والملابس التي تنبؤك وتراقب أحوالك الشخصية  والنفسية والعقلية. وتحميك من الطوارئ الصحية المفاجئة الخ .. وأخيرا ، الذكاء الإصطناعي لم يعد خيالاً علمياً أو برامج محشورة داخل الآلات والروبوتات بل إنه واقع معاش وحقيقة ملموسة لتحسين أحوال البشروبالتالي يتيح لنا جودة عالية في الأداء والكم والكيف وفي أوقات قياسية مقارنةً بما تعوّدنا عليه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *