متابعات

متحف «زهية العنزي».. عبق التراث وروح الأصالة

البلاد ــ عرعر

يهوى العديد من مواطني المملكة، جمع المقتنيات القديمة والتاريخية، خاصةً ما يتعلق بالأسرة من الأجداد والجدّات والآباء والأمهات الأمر الذي يجعلها تُشكل التحاماً شخصياً لديهم كونها ذات معنى خاص في حياتهم، وتلحظ عليهم حبهم لها وتعلقهم بها، حتى إنهم يعرفون أدقّ التفاصيل عن كل قطعة، لتؤكد تلك الهواية عشق هواة الفلكلور، لتراث أسلافهم والتعلق به وحبه وترسيخهم له وللأجيال القادمة والمتعاقبة.

وفي هذا الصدد، تُشكل المتاحف الخاصة في جميع مناطق المملكة مصدر جذب سياحي، للزوار والسياح من داخل وخارج المملكة، تضاف إلى المقوّمات السياحية التي تشتهر بها مناطق المملكة من بانوراما سياحية باهرة، فضلاً عن حضورها وأهميتها الثقافية الكبيرة التي تُعرف بموروث كل منطقة على حدا.


وتبرز تلك المتاحف الجوانب التراثية وتاريخ الأجداد وحمايته والمحافظة عليه في إطار ثقافي معرفي للجيل الحالي والقادم بمعروضات لجيل عاش حقبة زمنية مُعينة، وترك العديد من القطع التي تُشكل اليوم ثروة للمهتمين بها.

ومن هذا المنطلق نجد في المتاحف الخاصة، تاريخ وإرث كل منطقة، فَضْلاً عن مقتنيات قديمة تشكل رابِطاً حَيّاً بين الأجيال، وأسهم أهالي كل منطقة في المملكة عبر المتاحف الخاصة التي عملوا على إنشائها على حفظ وصيانة التراث الحضاري والإنساني والعمراني للمملكة على وجه العموم، وجعلوها ذاكرة حيَّة تربط الحاضر بالماضي، وتنبض بالحياة، ومنبرًا من منابر الوعي التي تثقف جيل اليوم بتاريخ بلادهم ومجتمعهم وحضارتهم الكبيرة التي امتدت لقرون، علاوة على أنها وُجهة حضارية وسياحية للزوار والسياح، والمهتمين بالتاريخ والتراث وطلاب وطالبات المدارس والجامعات.


ويعتبر متحف ” زهية العنزي” في منطقة الحدود الشمالية، علامة فارقة في الحراك الثقافي والسياحي الذي تشهده المملكة بشكل عام، فهو على الرغم من أنه متحف خاص، إلا أنه يضم بين جدرانه قَطْعاً أثرية تحكي عمق التاريخ، وتؤكد للزائر القيمة الثقافية والأثرية التي يمتلكها المتحف الذي يتنفس عبق التراث وروح الأصالة وعراقة الماضي التليد.

وعلى مر السنوات جمعت زهية العنزي العديد من المقتنيات الأثرية والأعمال اليدوية القديمة التي توثّق تاريخ مدينة عرعر في منطقة الحدود الشمالية، وخصّصت جزءاً من منزلها في حي الفيصلية مَتْحَفاً تُراثِيّاً يزوره هواة الآثار من أبناء المنطقة وزوارها.


وأوضحت أنها تجيد الأعمال اليدوية في التطريز والغزْل، والخياطة، التي تعلمتها من الجدّات والأمهات، ممّا دفعها إلى تأسيس المتحف نافذة على تاريخ المنطقة وتراثها بهدف تعريف كل الأجيال الحالية والقادمة، بالمقتنيات والأدوات التي استخدمت بالماضي، وعدد من الأشياء التي كان يقتنيها البدو الرحَّل.

وأضافت العنزي أن المتحف يضم الأواني المنزلية القديمة، من النحاسيات، والدِلال القديمة، والسدو والنطو وغرفة العروس التي تشمل الحلة والنضيد وفرش الصوف، وغرفة الزينة وبها الكحل القديم وزيوت الشعر، بالإضافة إلى غرفة الزي الشمالي التراثي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *