اجتماعية مقالات الكتاب

النجاح في الحياة

ذكرت في مقال سابق كان بعنوان (أليس كذلك) ما يلي: في الزمن الذي كنت فيه شاباً، لم تكن هناك (والحمد لله) تقنيات التواصل الاجتماعي او من يطلق عليهم (مشاهير التواصل الاجتماعي)، كبرت وترعرعت على أيدي أصحاب علم حقيقي من مشائخ ومعلمين أفاضل. كانت القراءة ملاذ جميل لمن كان في زمننا. للأسف، أصبح الجيل الحالي يقضي معظم وقته مع تلك التطبيقات (أسال الله العافية)، (انتهي).
تذكرت هذا الجزء من المقال، عندما قمت بالتواصل (بواسطة البريد الالكتروني) مع أستاذ جامعي (بروفيسور فخري) بجامعة نوتنجهام بإنجلترا. حيث كانت لديّ رغبة في التواصل مع هذه القامة العلمية الرائعة. السبب، هذا الانسان مرّ بتجارب رائعة في حياته، الى أن وصل الى هذه المكانة العلمية المرموقة أكاديميا، علمياً وعالمياً (في البحث العلمي). تواصلي مع هذا الإنسان الرائع، كان من خلال زميل عمل الذي علم عن رغبتي في مواصلة تعليمي العالي، حيث قال لي: إذا أردتَ أن تحصل على الماجستير (في علم المناعة) تواصل مع هذا الرجل، وسوف يساعدك. بالفعل، تواصلت معه ومازالت علاقتي قائمة معه إلى الآن (منذ عام 1995م).
الهدف من المقدمة أعلاه، النجاح في العديد من دروب الحياة المختلفة في حياتي (ولأي انسان) تحقق ووصل الى ما وصلت اليه، كان نتيجة وجود مجموعة أشخاص كان لهم تأثير إيجابي مؤثّر في حياتي. نعم، لكل منا، طريق سوف يسلكه وهو مقدّر لنا ولا اختلاف في ذلك. ولكن أن تسلك الطريق الصحيح، لا بدّ، بل يجب أن يكون هناك قدوة يستحق أن تستمع وتطبّق ما يقوله لك حرفياً. النتيجة بعد ذلك، الوصول الى أهدافك في الحياة. في المقابل، عدم وجود مثل هؤلاء الأشخاص في حياتك، يعني، أنك سوف تسلك طريقاً، لا ترغب فيه، وهيهات! ولكن متى؟
العديد من شباب هذا الجيل الحالي، انجذب (للأسف) في متابعة شخصيات لن أتردد في أن أقول وأكتب عنها، إنها شخصيات لا قيمة لها كقدوة في الحياة (غثاء كغثاء السيل). ماهي النتيجة؟ للأسف، هدر للوقت وضياع. أغلب الشخصيات التي يطلق عليها (الآن) شخصيات شهيرة، لو كانوا في ذلك الزمن من مرحلة شبابي، لن يستحقوا أن يكونوا محل قدوة أو حتى المتابعة!
باختصار، أنماط الحياة من حولنا، تغيرت كثيرا عن تلك التي كنت أعيشها كشاب في مقتبل العمر. لكن، أنا متأكد، أن النجاح الحقيقي الذي حققته في مسيرتي المهنية والعلمية، كان السبب القوي فيها، وجود قدوة حسنة تمتلك قيمة علمية ومهنية وأدبية. نعم، مهما اختلفت أنماط الحياة، مازالت هناك معايير ثابته لن تتغير أبداً في تحقيق النجاح في مختلف دروب الحياة وكفى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *