البلاد ـ جدة
تعتبر صناعة الألبان عاملاً وَرافِداً مهماً للثروة الغذائية في المملكة، حيث تعتبر من التراث الغذائي القديم بحكم الإرتباط الإجتماعي والغذائي لأفراد المجتمع. ولكن في الآونة الأخيرة شهدت أسعار الألبان ومنتجاتها اِرْتِفاعاً مَلْحُوظاً.
“البلاد” ناقشت القضية، وأخذت آراء عدد من العاملين في هذا المجال لمعرفة ما خلف هذه الإرتفاعات وما يترتّب عليها، لافتين في الوقت ذاته إلى أن صناعة الألبان في السعودية تمتاز بأعلى معايير الجودة.
في البداية تحدثت الأستاذة أروى سني مسؤولة بإحدى شركات الصناعات الغذائية المحلية، أن أسباب ارتفاع الألبان لها عدة عوامل منها ارتفاع أسعار المواد الأولية، وجودة العلف المقدمة للمواشي والأبقار اختلفت عن السابق وهو ما أثّر في إدرار الحليب والألبان، كما أن وضعية المصانع الخاصة بالألبان تحتاج أوضاعاً وبيئات معينة، ولا يمكن أن تتماشى مع أي منطقة بحسب جغرافيتها وخاصة المصانع المرتبطة بمزارع أبقار مباشرة، حيث يجب أن تكون في بيئة معينة ومواصفات ومقاييس معينة. أما الأستاذ عادل علي مدرس متقاعد يقول إن ابنه يعمل في إحدى الشركات الخاصة لصناعة الألبان في أحد المختبرات، وأنه في الفترة الأخيرة أصبح قبول السعوديين، يتم بوتيرة كبيرة جِدّاً.
ومن جانبها قالت الدكتورة سلوى المدني إن الإكتفاء الذاتي من الألبان ومشتقاتها تم بنسبة أعلى من المتوقع، مع عدة أسباب لارتفاع أسعار مشتقات الألبان، ومنها تكاليف الإستيراد اعتماداً على بيئة المكان والظروف المناسبة للمواشي. وأنه يجب على أصحاب المصانع والتجار مراعاة ظروف الآخرين، ولا يستغلوا في رفع الأسعار بأي شكل كان والعمل على تسهيل المعوقات جميعهن للآخرين.
من جهتها أوضحت لمياء غسان طالبة، أن المملكة العربية السعودية اكتفت وتوسعت عالميًا بمصانعها المختصة في الألبان ومشتقاتها، وقد تساعد هذه الشركات شبابنا اليوم لدعمهم وتنمية قدراتهم وتوسع معرفتهم في مجال الصناعة والإنتاج وعلوم التسويق. وإن فكرة توظيف أبناء وبنات الوطن في مثل هذه الصناعات الحرفية يعمل علي قوة الاقتصاد، ويساهم في إيجاد فرص علي للجميع وخلق باب المنافسة للآخرين للعمل.
وقال مدير عام منصة مهن وعمل الأستاذ خالد الجعيد،”بأن ارتفاع أسعار الألبان لا يكون له أثر علي الآخرين، ولا سيما بأن الارتفاع بسيط ، وذلك بسبب رفع تكاليف المواد المستخدمة في مشتقات الألبان والحليب وارتفاع أجور الأيدي العاملة.
وأضاف الجعيد أنه في ضوء اتساع الرقعة الجغرافية للمملكة واختلاف الظروف المناخية تطبق شركات الألبان الطازجة إجراءات رقابة صارمة في مراحل حفظ وتخزين ونقل وتوزيع الألبان الطازجة من خلال ربط جميع مواقع ومراكز التوزيع، وسيارات التوزيع المبردة، وثلاجات العرض في منافذ البيع، بنظام إلكتروني معلوماتي إلى جانب توطين العديد من الوظائف بالكوادر الوطنية وتطوير وطرح منتجات جديدة لتأمين غذاء صحي وآمن تلبي حاجة وأذواق المستهلكين.
كما تطبق شركات الألبان أعلى المواصفات والمعايير والإشتراطات الغذائية والصحية والبيئية المطبقة عالمياً في مجال الجودة وبيئة العمل في المصانع والمنتجات.