اجتماعية مقالات الكتاب

الحكم للمشاهد

تجذب البرامج الحوارية في القنوات الفضائية شريحة كبيرة من المشاهدين .وتعتمد فعالية تلك البرامج وحضورها بين فئة كبيرة من المتابعين، على العديد من الأركان.

أحد أهم أركان نجاح البرنامج الحواري يتمثّل في مقدم البرنامج. ولكي أصل معكم إلى ما أريد شرحه في مقالي هذا، سوف أضرب بعض من الأمثلة التي توضح أهمية مقدّم البرنامج الحواري في إستقطاب شريحة كبيرة من المشاهدين.

رحم الله الإعلامي الكبير الأستاذ سليمان العيسي، فلقد إستطاع الوصول إلى التميّز في البرامج الحوارية التي كان يقدمها. على رأس تلك البرامج الحوارية البرنامج الشهير “مع الناس”. هذا البرنامج، لم يجذب الكبار فقط، لكن جذب الصغار وجميع أفراد الأسرة والمجتمع أيضا (مواطن ومقيم) لمشاهدته.

برنامج حواري، يمكن أن يوصف بالعديد من الصفات الإعلامية التي تجعله برنامجاً حوارياً من الطراز الأول، قلّ ما تجد برنامجاً حوارياً يتصف بتلك الصفات التي جمعت في البرنامج الحواري : “مع الناس.”

البرنامج الحواري الذي تميّز به الأستاذ الإعلامي داود الشريان صاحب جملة: (فكونا من شركم، تب لكم) يعتبر برنامجاً مميّزاً في الإعلام العربي والمحلي.

لماذا؟
الضيف أو الضيوف، مواضيع النقاش، حرية النقاش والإجابات، لا تجذب فقط المشاهد المحلي فقط بل تجذب المشاهد العربي أيضاً.
هذا ما كان يميّز شخصية الأستاذ دواد محلياً وعربياً في برامجه الحوارية في أسلوب حواره في برنامجه.

أيضا، يعجبني أسلوب الإعلامي علي العليان في برامجه الحوارية وأسلوبه في طرح الأسئلة على الضيف. نعم، يعطيك الرغبة، في إكمال البرنامج الحواري إلى الآخر. نقاشات مميّزة في العديد من المواضيع التي تعطيك الشعور بأنك مكان الإعلامي العليان في النقاش والحوار. بمعني أسلوب جذّاب يعطيك نوعية الأسئلة التي ترغب أن تطرح وتعطيك الإجابات التي تريد بالفعل أن تفاجئك.

قريباً، شاهدت برنامج حواري رياضي يقدمه الإعلامي ماجد التويجري. برنامج مميّز بكل ما تعنيه الكلمة.
لماذا؟
لأنه خرج بالكامل عن الإطار المتعارف عليه والذي نشاهده في البرامج الحوارية الرياضية.

كيف؟
تشعر أن هذا البرنامج هو عبارة عن حديث السهل الممتنع مع الضيف الرياضي، حديث يدور بين الأصدقاء في المجلس، حديث يدور دون إعداد مُسبق والسؤال يُبني على إجابة الضيف.
بإختصار، بعض البرامج الحوارية، يعطيك شعوراً أن الضيف هو ضيف متهم بقضية. ومن يستضيفه (الإعلامي) هو محقّق قضائي. برامج حوارية مرعبة. لماذا؟

لأن نوعية الأسئلة وأسلوب طرحها من قبل الإعلامي، يوحي إليك هذا الشعور المخيف! المشاهد المحلي حتى وإن كانت ثقافته محدودة الأفق، أصبح الآن وفي ظل الأفق الإعلامي اللامحدود، يفرّق بين الغثّ والثمين في تلك البرامج الحوارية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *