البلاد ـ جدة
أكد اقتصاديون ومختصون في قطاع الصناعة، أن المملكة مرشحة لتكون بين أفضل 10 منتجين للحديد والصلب “الفولاذ” في العالم بحلول عام 2030، بعدما ارتفع إنتاجها إلى 12 مليون طن سنوياً، لتصبح في المرتبة العشرين عالمياً من حيث الطاقة الإنتاجية، والمرتبة الرابعة بقائمة أكبر منتجي الصلب باستخدام عملية الاختزال المباشر الصديقة للبيئة.
وأشادوا بالخطوات الواسعة التي قطعتها المملكة في قطاع الصناعة، والتطور اللافت الذي أحدثته الإستراتيجية الوطنية للصناعة، التي تعمل على رفع الناتج المحلي الإجمالي لقطاع الصناعة من 359 مليار ريال في عام 2022 إلى 895 مليار ريال عام 2030، و1.414 مليار ريال في عام 2035.
وأشار رئيس مركز الدراسات العربي الأوربي الدكتور صالح الطيار إلى الآمال الكبيرة التي تضعها رؤية السعودية 2030 على قطاع الصناعة، التي جسدتها الإستراتيجية الوطنية للصناعة، التي أطلقها ولي العهد رئيس مجلس الوزراء خلال العام الماضي 2022م، وقال: تلتزم الإستراتيجية بالعمل على رفع الناتج المحلي الإجمالي لقطاع الصناعة إلى 895 مليار ريال عام 2030م، و1.414 مليار ريال في عام 2035م، وتسعى إلى الارتقاء بالصادرات الصناعية الإجمالية من 254 مليار ريال في عام 2022م إلى 557 مليار ريال في 2030م، و892 مليارًا في 2035م. ولفت إلى أن أهمية قطاع صناعة الفولاذ؛ بوصفه المحرك الأساس للصناعات العسكرية وصناعة السيارات والطائرات وغيرها من الصناعات الحيوية، وأشار إلى أن الإستراتيجية تخطط إلى رفع الميزان التجاري للمملكة 157 مليار ريال، حيث يتحول من أكثر من 36 مليار ريال في 2022م إلى 331 مليار ريال في 2030م و651 مليار ريال في 2035، وتزيد الاستثمارات التراكمية من 192 مليار ريال في 2022م إلى 1.289 مليار ريال في 2030م، و2.055 مليار ريال في 2035م، علاوة على أنها ستضاعف الوظائف المباشرة وغير المباشرة في قطاع الصناعة من 974 ألف وظيفة في 2022 إلى مليونين و74 ألف وظيفة في عام 2030م، و3.281 ملايين وظيفة في عام 2035م.
أوضح الاقتصادي المهندس عادل عقيل، أن المملكة تخطط إلى التوسع في صناعة الحديد والصلب؛ باعتبارها من الصناعات الإستراتيجية والرئيسة، في ظل مساعٍ لرفع مستوى مساهمة القطاع التعديني في إجمالي الناتج المحلي الإجمالي، ولجعل المملكة لاعبًا رئيسًا في إنتاج الصلب على مستوى العالم، مشيراً إلى قيادة وزارة الصناعة بتكثيف جهودها لتعزيز موقعها على خريطة الصناعة العالمية، من خلال إجراء محادثات مع مستثمرين محليين ودوليين لإطلاق 3 مشاريع في قطاع الحديد والصلب بقيمة 35 مليار ريال، حيث سيتم إنشاء مجمع متكامل لإنتاج صفائح الحديد تقدر طاقته الإنتاجية بـ 1.2 مليون طن سنويًا، يستهدف بناء السفن وأنابيب ومنصات النفط وخزانات النفط الضخمة، ومجمع آخر لإنتاج مسطحات الحديد، تبلغ طاقته الإنتاجية السنوية 4 ملايين طن من الحديد المدرفل على الساخن، ومليون طن من الحديد المدرفل على البارد، إضافة إلى 200 ألف طن من صفائح الحديد المقصدر وغيرها، إضافة إلى مصنع لإنتاج كتل الحديد الدائرية بطاقة إنتاجية تُقدر بمليون طن سنوي، حيث تعد المدخل الرئيس لصناعة الأنابيب الحديدية غير الملحومة المستخدمة بقطاع النفط والغاز.
وشدد المستثمر الصناعي خالد باسهل، على أن صناعة الحديد والصلب من الصناعات الإستراتيجية التي تسهم في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، لما تحققه من تنويع مصادر الدخل وتطوير الصناعات التحويلية المرتبطة، وتعزيز المحتوى المحلي، خاصة في ظل احتواء المملكة على احتياطي من خام الحديد يقدر بنحو 780 مليون طن، وسيفتح التوسع في إنتاج الحديد الباب أمام تدفق الاستثمارات الأجنبية على المملكة من خلال توقيع الاتفاقيات وعقد الشراكات مع الشركات العالمية ذات الخبرة في مجال التعدين، وبالتالي وجود مزيد من فرص العمل أمام المواطنين، وهو ما ينعكس إيجابًا على الاقتصاد الوطني.
ونوه بأن المملكة تخطط للتوسع في صناعة الحديد والصلب لتكون ضمن أفضل 10 على مستوى العالم إِنْتاجاً، مشيراً إلى أنها تحتل المركز العشرين عالميًا من حيث الطاقة الإنتاجية للحديد والصلب، كما أنها حلت في المرتبة الرابعة بقائمة أكبر منتجي الصلب باستخدام عملية الاختزال المباشر الصديقة للبيئة، ويبلغ حجم سوق الفولاذ بالمملكة حوالي 12 مليون طن، ويبلغ عدد مصانع إنتاج الصلب بالمملكة 41 مصنعًا، يعمل بها أكثر من 15 ألف موظف على نحو مباشر.