وسط آمال كبيرة بثبيت التهدئة وصولًا إلى وقف القتال العسكري بين طرفي الصراع في السودان، تتكشف مخاطر فاتورته الباهظة على الأوضاع الإنسانية والحياتية الصعبة، وما تعانيه المنظومة الصحية من أزمات مفصلية، جراء توقف خدمات معظم المستشفيات خاصة في ولاية الخرطوم، ونقص الأدوية، وعدم تمكن الطواقم الطبية من أداء مهامهم الأساسية، وهو ما حذرت الجهات المعنية من خطورته مرارًا في حال استمرار القتال.
من هنا، وفي الوقت الذي تواصل فيه المملكة جهودها الكبيرة المتواصلة في عمليات الإجلاء الإنساني الآمن من السودان، والاتصالات السياسية المكثفة على كافة الأصعدة لوقف القتال العسكري، فإنها أيضًا تبدي اهتمامًا وأولوية عالية لتقييم الاحتياجات، والجاهزية الكاملة المعهودة لدورها الإنساني الرائد، في حال توفر الضمانات الكافية لإيصال المساعدات اللازمة؛ بما في ذلك الأدوية والمستلزمات الطبية، من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وهو ما أكده وزير الصحة فهد الجلاجل في اجتماع الدورة غير العادية لمجلس وزراء الصحة العرب بشأن تطورات الوضع الطبي في السودان، وهي رسالة أخرى مهمة بضرورة التهدئة وصولًا إلى الحوار وإطلاق الحل السياسي؛ لإنهاء الأزمة واستعادة الاستقرار والنماء للسودان الشقيق وشعبه العزيز.