اجتماعية مقالات الكتاب

4 أيام ضائعة

من حق أي أب وأي أُمّ أن يسألا وزارة التعليم: بأي حق ضاعت أربعة أيام دراسية على أبنائهم في الفصل الدراسي الثالث الجاري؟
من المؤسف أن قطاع التعليم العام لدينا يضم الفئة الأكثر تذمّراً، والأكثر شكايةً والأكثر سلبيةً والأكثر زرعاً للسلبية داخل الطلبة.
لماذا المعلمون والمعلمات، المدراء والمديرات الأكثر تذمّراً والأكثر شكايةً بين كل فئات الموظفين؟ لماذا هؤلاء الأكثر سلبيةً بين كل فئات الموظفين؟

أن تجد معلماً شغوفاً راضياً ومعلمة شغوفة راضية، بات مطلباً عزيزاً.. لماذا؟ إنه سؤال محيّر!
تغيرت الأنظمة التعليمية مرات عدة، وتغير وزراء التعليم أكثر من ذلك، وفئة المعلمين والمعلمات مازالوا على حالهم هم الأكثر تذمّراً وهم الأكثر شكايةً.!! هل يعقل أن تكون العلّة في الوزارة وأنظمتها؟ وفي الوزراء وتنظيماتهم؟
لماذا تمضي أنظمة التعليم في معظم دول العالم بشكل متفوّق بينما عندنا تتعثَّر؟

لماذا يمارس المعلمون والمعلمات في كل دول العالم (تقريباً) مهنتهم بحب وشغف ويتفوق طلبتهم، بينما لدينا يُدفعُون للعمل دفعاً، وينتظرون يوم الاجازة انتظاراً ليهربوا من العمل..!!
لماذا وجدنا وزير التعليم الحالي يتعرّض لضغوط هائلة من فئة المعلمين والمعلمات لإلغاء الفصل الدراسي الثالث وكأن التعليم كان مثالياً إلى أن أُقر الفصل الثالث فانقلب حاله.
ولأن المساحة هنا محدودة فإن الأمل من الوزير، وهو القادم من قطاع خاص ناجح ومتفوق، ألا يخضع لمثل هذه الضغوط غير المنطقية.

إن سبب غياب الطلبة في آخر يومين من شهر رمضان وأول يومين بعد العيد ،هو إيحاءات مباشرة وغير مباشرة من المعلمين والمعلمات (غير مكتوبة) أن الحضور والغياب كلاهما سواء.. (إحنا موجودين لكن ما فيه تدريس)، فيعاقب من يلتزم وينضبط بعدم، ويكافأ من يغيب.. هذا بالضبط ما يحدث، ولن يعترض عليه سوى معلم ومعلمة.!!
وقد رأينا في وسائل التواصل من يفتخر أن الطلبة تمكّنوا من فرض رغبتهم بالغياب على النظام التعليمي.

إن كان يقال :(إن الله يزع بالنظام ما لا يزع بالقرآن)، فهذه حقيقة يفترض أن تجد التطبيق على الواقع، وأول تطبيق لها هو أن يُقْضى بشكل نهائي في النظام التعليمي على أي توقعات بتقديم إجازة عيد أو تأخير بدء دراسة.
في التعليم يتمنى أحدهم وظيفة معلم حتى لو كانت في في قرية نائية حتى إذا أمسك بالوظيفة بدأ مسلسل التخاذل (تأخر، غياب، استئذان، وضع البصمة والخروج).
يتخاذل أحدهم عن واجبات وظيفته لكنه يتسمَّرُ أمام شاشات سوق الأسهم، ويرابط في مكاتب العقار، ويقضي الساعات في أسواق الخضار والماشية.
هذه الحقيقة التي يغضبون من إيرادها.

ogaily_wass@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *