اجتماعية مقالات الكتاب

مكة بين قدسية المكان وعظمة الزمان

يصعب على المرء وصف هذه المشاهد الإيمانية، في هذه الأيام المباركة من شهر رمضان، وهذه الألوف المؤلفة من المعتمرين والزوار، جاءوا من أقطار العالم لينالوا شيئًا من هذه المتعة الإيمانية الاستشفائية، يرتشفون قليلاً من ماء زمزم، وتناول تُمَيْرَات من طعام إفطارهم، في جنبات الحرم المكي الشريف، بين طائف حول صحن الكعبة المُشَرَّفة، وساعٍ بين الصفا والمروة، بهذه الروحانية الفريدة، التي يتطلع إليها ملايين المسلمين في دول العالم، مبتهلين إلى الله؛ أن يتقبل منهم طاعاتهم، في شهر الخير والعطاء واليٌمن والبركات.

وتتضاعف الأجور للواقفين بين يدي الله من المعتمرين، ممن قطعوا آلاف الأميال، بواسطة شركات الطيران المحلية والعالمية جاءوا للديار المقدسة، تركوا وراءهم ملذات الحياة، ليرتوي الجميع من عطش الأيام بمعاينة بيت الله الحرام، في هذه الأماكن المقدسة، والشعور بالارتياح النفسي وبالأمن والاطمئنان، وسماحة الأخلاق والتعامل الحضاري، من كل مَنْ سخَّر نفسه لخدمة ضيوف الرحمن، داخل الحرم المكي الشريف وخارجه، وللمتابع من داخل المملكة وخارجها، أن يرى بنفسه حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، حفظه الله ورعاه، بتقديم أرقى الخدمات للمعتمرين والزوار.

على مدار العام ولاسيما في شهر رمضان المبارك، ولقد قالها بارك الله في عُمره وحياته المديدة:” إن خدمة الحرمين الشريفين شرفٌ لنا في المملكة القيام بها خير قيام” ومما يُرَسِّخ هذه التوجيهات السَّامية لأعلى سلطة بالمملكة، بالثوابت والأسس التي قامت عليها رؤية المملكة 2030، بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، أثبتت الأيام وضوح أهدافها وصحة مسارها، وتنامت إنجازاتها في كل عام، بمتابعة حثيثة من سموه، وفقه الله، وفق أساليب التقييم بتقنية عالية الدِّقة، وآلية معاصرة على مدار الساعة.

أكدت الأرقام نجاح الجهات الخدمية المعنية، وفق التخصصات ومسؤوليات كل جهة حكومية، التي تم اختيارها، وتركت في نفوس المعتمرين والزوار داخل المملكة وخارجها، بأنها الأفضل بعيداً عن أي مقارنات زمانية أو مكانية، وإنما جهود متسارعة، تتطلع لتنفيذ توجيهات القيادة السعودية، وفق خطط العمل الزمانية، لإحساس المعنيين بها، بأنَّ ما يقومون به، من صميم الواجبات المناطة بهم، في أطهر بقاع الأرض، للأهمية التاريخية بذات الأبعاد المكانية والزمانية، إضافة للقدسية التي تحملها تلك المواقع الأثرية بمكة المكرمة، بين سائر المدن كافة، فهي مهبط الوحي، وقبلة الإسلام، ومأوى الأفئدة على مدار الزمان.

كما تأتي أهميتها من خلال الدراسات التاريخية، التي تَمَّ الإعداد لها بعناية، بكليات الآداب والعلوم الإنسانية، في جامعة الملك عبد العزيز وجامعة أم القرى، وبقية الجامعات السعودية، وتتعلق برسائل الماجستير والدكتوراه، ومن هذه الأماكن الأثرية: الدراسة التاريخية للباحث عبدالعزيز الصحفي عن “عسفان”، كأهم المواقع الأثرية والشواهد الحضارية، على طريق الهجرة النبوية من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، حيث كانت محطة للقوافل التجارية قديمًا، المتجهة من مكة المكرمة إلى بلاد العراق والشام، التي تتطلب الآن استثماراً سياحياً وتجارياً لهذا الموقع التاريخي، على الطرق البرية لقوافل الحجاج والمعتمرين والزوار.

abumotazz@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *