للصائم فرحتان كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرحة الفطر إحداهما، وتحلو أكثر مع الجماعة، ولذا فإن كثيراً من الحوامل يفضلن تأخير الدورة الشهرية، حتى يضمن مع الجماعة في رمضان، ورغم أن الفطر عند حدوث الحيض لازم عند كل بنات حواء، وهن يؤجرن هنا على الالتزام بشرع الله، كما تؤجر أخواتهن الصائمات، ويؤجرن حين يقضين الأيام التي يفطرن فيها، إلا أن كثيرات يفضلن تأخير الدورة عن رمضان، ولم أسمع أن أياً من الفقهاء حرم ذلك، وأتمنى أن يقوم الفقهاء بحث المسلمات على القبول بما شاءه الله لهن، ويتم التذكير بأن شوقهن للصيام يؤهلهن للأجر. ولكن تبقى المسألة خياراً في يد المرأة طالما أنه لا يؤدي إلى ضرر.
وطبياً، فإن عدداً كبيراً من المسلمات جربن هذه الطريقة، ومنهن من ارتاحت إليها، ومنهن من زاد قلقها، خاصة وأن الوسائل الطبية المعتادة قد تفشل عند البعض. وأكثر ما يمكن أن يحصل هو تغيير في مواعيد الدورات المقبلة، وهذا أيضا لا يضر، في عيادات الخصوبة يعمل الأطباء على إعادة برمجة مواعيد الدورة عند الأخوات اللواتي يتعالجن للإنجاب. ولا ينشأ عن ذلك ضرر.
وعليه، فإن تأخير الدورة إلى ما بعد رمضان يبقى خياراً خاصاً بالمرأة، ولكل امرئ ما نوى. وقد لاحظت ترويجاً لبعض الأدوية التي تعمل على تأخير الدورة من خلال بعض وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا دليل على أنها وسائل آمنة، لكنني أفضل أن تستشير المرأة طبيبها، بأي وسيلة، بالهاتف، أو حضورياً أو كتابياً، قبل تعاطي أية أدوية، للتأكد أنها ليست من النساء اللواتي قد يتضررن من هذه الأدوية، رغم ندرتهن، ولا أفضل البناء على خبرتها السابقة، فإن العمر والوزن والعادات الحياتية وكذلك بعض الأمراض الناشئة وغيرها قد تؤدي إلى أن ينصح الطبيب هذا العام بوسيلة غير تلك التي نصح بها فيما سبق.
وختاماً، فإن ديننا يسر لا عسر فيه، ودين فطرة لا تكلف فيه. والقاعدة العامة هنا هي لا ضرر و لا ضرار.
SalehElshehry@