اجتماعية مقالات الكتاب

تقنية طباعة الغذاء

بعد تجربة جائحة كورونا زاد الاهتمام العالمي بتطوير وتطبيق أنظمة أتمتة وميكنة الكثير من المهن والأعمال. ومن خلال ذلك ظهرت استثمارات ضخمة خلال العام الحالي والماضي في استخدام الطباعة الثلاثية لتصنيع الغذاء. تم استحداث تقنية الطباعة الثلاثية عام 1986م في الولايات المتحدة الأمريكية لإنتاج البوليمرات (مواد مصنوعة من سلاسل طويلة ومتكررة من الجزيئات) من خلال إضافة طبقات متحكم فيها من خلال برامج متقدمة من الحاسب الآلي لتكوين جسم ثلاثي الأبعاد وكانت لها إسهامات متعددة في تطوير سرعة ودقة الإنتاج في صناعات بعض أجزاء المحركات النفاثة والسيارات والاستخدامات الطبية المتخصصة.

وتطورت هذه التقنية بشكل سريع لتدخل مجال الأغذية لتصنيع العجائن للمخبوزات والحلويات واللحوم والشوكلاته والتي تم من خلالها التحكم بدقة في قيمتها الغذائية ومحتواها من العناصر المعدنية والفيتامينات ومضادات الأكسدة واللون والرائحة والطعم والقوام والشكل وهذا بالإضافة الي سرعة إنتاجها وكفاءتها التخزينية لفترات طويلة (عدة سنوات) مما ساعد على كفاءتها التسويقية وتقليل الهدر من المنتج منها. واستخدمت منتجات هذه التقنية في تصنيع الأغذية الخاصة بالرياضين وكبار السن ولأغراض الحمية وأغذية الأطفال والنساء الحوامل وهذا بالإضافة الى استخدامها التجاري في المطاعم في العديد من الشركات مثل فود إنك وشركة فرايا الإيطالية وكاندي ناب الأمريكية. حيث قدر المتوقع من سوق المبيعات لهذه الأغذية بقيمة تصل الى 225 مليون دولار للعام 2023 م بزيادة سنوية 46 %. ويتوقع منها ما يستهلكه القطاع التجاري فيها بنسبة 43 % والحكومي 25 % والصحي 20 % والإستخدام الشخصي المنزلي ما يقارب 9 % في دول تتصدرها الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 35 % وأوربا 31 % وجنوب شرق أسيا 21 % بالإضافة الى دول أخرى حول العالم.

يتطلب تصنيع الغذاء بواسطة تقنية الطباعة بالأبعاد الثلاثية الي تصميم برامج حاسوبية متخصصة والتي تترجم معلوماتها عبر الطابعات الي إضافة طبقات متتالية من المنتج تؤدي الى إكتمال حجمه وشكله النهائي بنكهة ولون ورائحة ومزاق محدد. ومن أكثر الطرق شيوعاً وأقل تكلفة لتصنيع الغذاء بهذه الطريقة هو استخدام الضغط والحرارة في أجهزة الطابعات لتركيب وتكوين طبقات الغذاء والتي في الغالب تكون بصورة سائلة أو شبه صلبة مع إستخدام أشعة الليزر لتحديد وتثبيت الطبقات بمساعدة الجزيئات السكرية والنشوية. وهناك العديد من المواد الخام لتصنيع الأغذية ثلاثية الأبعاد مثل البروتينات والتي في اغلبها ذات المصدر النباتي (فول الصويا) والكربوهيدرات (البطاطس والأرز) والدهون (الزبدة والزيوت النباتية) والصمغ النباتي وبعض مستخلصات الخضروات والفواكه لتوفير العناصر المعدنية والفيتامينات.

وكما تستخدم حالياً الغرويات المائية (المواد التي تتحول إلى هلام بخلطها بالماء) لتحل محل المكونات الأساسية للأغذية بمواد متجددة مثل الطحالب وعدس الماء والعشب (أحد المصادر الطبيعية للبروتين والكربوهيدرات ومضادات الأكسدة) وتحويل تلك المكونات إلى طعام قابل للأكل.

bahgethamooh@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *