تتكرر التساؤلات كلما دخل شهر رمضان الكريم عن تأثير الحمل على الأم وجنينها، وقد أضحى معلوماً أن صيام الحامل التي تصنف من ذوات الحمل قليل الخطورة لا يضر بالحامل ولا بطفلها. وهذه الفئة تشكل حوالى ثمانين في المئة من الحوامل.
هناك حالات يقترن فيها الحمل ببعض الأمراض، كالسكر والضغط اللذين لا يستجيبان للعلاج بسهولة، وامراض الكلى وأشباهها، ينصح الطبيب عادة بعدم الصوم، وفي هذه الحالة فإن على الحامل أن تفطر ولا يصح لها الصوم.
ومن رحمة الله بعباده أن اباح للحامل الفطر إن خافت على نفسها، وهي هنا تفطر وتقضي، أما إن خافت على نفسها وجنينها فإن لها أن تفطر وتقضي وتطعم عن كل يوم مسكيناً، ورُخص الفطر هنا للحامل من غير حاجة لأمر الطبيب. هذه الحالات تختلف من حامل لأخرى، فهناك حامل لا تعمل، وهي تقضي وقتها في شؤون بيتها والصوم سهل عليها، ولكن هناك أخرى ملزمة بالعمل في رمضان، وربما يلزمها أن تقود السيارة، فتقضى في الطريق ساعة أو اثنتين، ولذا فإنها تتعرض لفقدان التركيز وخاصة في ساعات اليوم الاخيرة، وقد يتسبب ذلك لها في حوادث خطيرة، وأولى لهذه الأخت أن تفطر، وكذلك المدرسة التى تحتاج للحركة الكثيرة وخاصة في الأجواء الحارة قد يؤثر الصوم على أدائها لعملها ويضر بطالباتها، وأولى بها أن تفطر، وهنا أشعر بالإثم إن لجأت الحامل الى استصدار إجازات مرضية لا مبرر لها، إلا حرصها على صيام رمضان.
أما ما ننصح الحامل به إن ارادت الصيام فهو ما ننصح به غيرها، مثل البعد عن اضاعة الوقت في انشطة ترفيهية مبالغ فيها، والابتعاد عن اكل كميات كبيرة من الطعام ساعة الافطار، وخاصة من الاطعمة كثيرة السكر والدهون، كذلك لا بد من أخذ ساعات كافية من النوم، والحرص على تناول وجبة سحور خفيفة متأخرة، وتناول كمية كافية من السوائل في الليل، يستحسن ألا تقل عن ليترين من السوائل يوميا.
قد تقلق الحامل من شعورها بأن حركة الجنين تقل في ساعات الصيام، ولكن هذا طبيعى، فالجنين عنده من الذكاء ما يجعله يخفف من إنفاق طاقته على الحركة إذا قلت نسبة الغذاء التي تصله، ولتطمئن الحامل فإنها تستطيع ان تتابع حركة الطفل خلال ساعات الإفطار، فمثلاً بعد الانتهاء من تناول وجبة الإفطار بنصف ساعة، لو جلست الحامل بهدوء فترة نصف ساعة تتابع حركة الجنين، يكفيها لتطمئن أن يتحرك الطفل أربع مرات خلال النصف ساعة هذه. لكن لو استمرت حركة الطفل في التباطؤ بعد الافطار فالأولى أن تراجع طبيبها.
SalehElshehry@