هل تساءلت يوماً ما إذا كان هناك أي خلل فيك عندما تتعاطف مع شخصية إجرامية في فيلم أو مسلسل تلفزيوني؟ اعترف صديق لي أنه يطلق على جده لقب، دون فيتو كورليوني، الشخصية الشهيرة من الفيلم الناجح، “The Godfather”. على الرغم من أن الشخصية صورت مجرماً متورطاً في جميع الأنشطة غير القانونية بما في ذلك القتل، إلا أنه بالنسبة له، شخصية قوية محترمة، رأى جده فيها.
كان مقدار التعاطف الذي تلقاه تاجر المخدرات الشهير بابلو إسكوبار بعد إصدار المسلسل الناجح “Narcos” ضخماً. على الرغم من أن إسكوبار كان قاتلاً سيئ السمعة، شن حرباً ضد بلده، لكن مع ذلك، هناك من تعاطف مع شخصيته.
فهل هناك خطأ فينا عندما نتعاطف مع الشخصيات الإجرامية في الأفلام والمسلسلات التلفزيونية؟
عني شخصياً يجب أن أعترف أنني كنت أحد أولئك الذين تمنوا لو ان “والتر وايت” الشخصية الشهيرة في المسلسل التلفزيوني “Breaking Bad”، هرب بكل أمواله، واشترى جزيرة ليعيش فيها بسعادة دائمة مع عائلته. تمنيت أيضاً لو تمكن روبرت دي نيرو من الهروب بأموال البنك التي قتل من أجلها في نهاية الفلم.
كشف الخبراء أن تعاطفنا مع هذه الشخصيات يمكن أيضاً اعتباره انعكاساً لقيمنا وانحيازاتنا. قد لا نتفق مع تصرفات الشخصيات الإجرامية، ولكن في أعماقنا نفهم سبب قيامهم بما فعلوه، ربما أكثر مما نود الاعتراف به.
غالباً ما نتعاطف مع هذه الشخصيات لأن سلوكهم يذكرنا بصراعاتها وأوجه قصورنا، من المريح تقريباً رؤية شخص آخر يرتكب أخطاء مماثلة ويعاني من صراعات يسمح لنا بالتعاطف دون الاضطرار إلى مواجهة أي عواقب مباشرة بأنفسنا.
في حين أنه قد يبدو غريباً أو حتى مزعجاً أن نشعر بالتعاطف مع المجرمين في الأفلام والبرامج التلفزيونية، إلا أن هذا لا يعني بالضرورة أننا نعاني من أي مشاكل نفسية بسبب ذلك. في الواقع ، القدرة على التعاطف مع الآخرين – حتى لو كانوا مجرمين وهميين – هي في الواقع علامة على التطور النفسي الصحي، والكلام هنا للخبراء.
إنه يوضح أننا قادرون على وضع أنفسنا في مكان الآخرين وفهم دوافعهم دون الحكم عليهم ومع، من المهم أن نتذكر أن هذه الشخصيات شريرة لا ننسى الفرق بين التعاطف مع شخصياتهم والموافقة على افعالهم الاجرامية.
jebadr@