اجتماعية مقالات الكتاب

رمضان والموظفة ربة البيت

شهر رمضان شهر يتميز على كل الشهور بقيمته الدينية ومكانته في نفوس المسلمين، من منا لا يعشق هذا الشهر ويفرح بمقدمه، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر الجميع يتمنى أن يقضي جل وقته في استغلال أوقاته المباركة، وتبدأ الاستعدادات لرمضان من أواخر شعبان إذ اعتاد كثير من الناس اقتناء الجديد بل وأصبح لرمضان تجهيزات خاصة، فهو متميز بموائده وتنوع أصنافه، باللمات العائلية، مظاهر رمضان في بلادنا متميزة بتميز أهل هذا الوطن المعطاء الكريم فالموائد الجماعية لإفطار الصائمين تمد في كل مكان في بلادنا والحمد لله.

ومع كل هذا الاهتمام بشهر النفحات الإيمانية تبقى المرأة السعودية عالقة في مهام رمضان الذي تشتاق فيه أن تكون متفرغة للعبادة أو على الأقل تجد وقتاً كافياً لذلك لكنها تحتار كيف تحقق ما تتمنى في هذا الشهر مع التزامها بكثير من المهام، ولهذا فالعائلات أحوج ما تكون لخادمة تخفف الأعباء عن كاهل سيدة المنزل والتي غالباً ما تكون موظفة وزوجة وأم وغالباً ما يكون الزوج مضيافاً كريماً كل يومين يفاجئها بعزومه على طعام الإفطار، أمر جميل لكن ما لعمل وهي عاجزة عن تحقيق التوازن بين مهامها الكثيرة وبين عبادتها وراحتها، حقيقة مجرد التفكير في الوضع يثير الحزن على وضع الموظفة الزوجة والأم وربة المنزل، والتي لا يجب أن تحزن بل تستحق التمتع بجودة الحياة في جميع الشهور وخصوصاً رمضان، لهذا لابد من حل لاستغلال الخادمات الغير نظاميات واللواتي (أمّن العقوبة فأسأن الأدب)، حيث لازلن في حالة انتشار غير طبيعية ومساومات جريئة فصارت أسعارهن في رمضان تصل للخمسة آلاف ريال وصرن يخرجن من البيوت في آخر شعبان لعلمهن الأكيد بأنهن سيعملن في رمضان بأسعار ولا في الأحلام، السؤال الذي يفرض نفسه بقوة هل القضاء على هذه الظاهرة أصبح مستحيلاً على الجهات المختصة، في الوقت الذي حققت المملكة إنجازات تقنية عالية، قد يقول قائل (وأنا معه فيما يقول) الحق على الأسر التي تسمح لهؤلاء بالعمل، لكن الحقيقة أنني سألت هذا السؤال فكان الرد واحداً وهو منطقي جداً فالمضطر يسلك الصعب، أصبح الاستقدام معجزة، وأصبحت شركات العمالة تؤجر بشروط تعجيزية ومبالغ خيالية، وهي تستغل حاجة الناس أكثر من العمالة غير النظامية واعتقد أنها السبب وراء جرأتهم وانتشارهم، اليوم قلما تستطيع أسرة الاستغناء عن الخدم فهناك موظفات. وكبار السن.. ومرضى.

وأسر ذات ارتباطات وعلاقات عائلية متشعبة، نحن في زمن اتسعت البيوت وارتفع مستوى الاهتمامات وزادت الاحتياجات وأصبحت المرأة سواء كانت موظفة أو ربة منزل تضطلع بمهام كبيرة ومتعددة وتحتاج لكل التسهيلات من الجهات المختصة لتحصل على خادمة نظامية وهذا من أبسط حقوقها فالخادمات غير النظاميات يشكلن خطراً على البيوت والوطن فمتى نجد الخادمة النظامية سهلة ميسرة؟؟ ومتى تلتفت الجهات المختصة لإيجاد حل جذري للعمالة السائبة الغير نظامية والمستغلة لحاجة المواطنين؟؟، وكل عام وأنتم بخير.

almethag@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *