ونعنى به انقطاع الطمث قبل وصول المرأة الى سن الاربعين، ويشمل اللواتى لم تحدث الدورة لهن مطلقاً، او من كانت تأتيها الدورة مثل غيرها من النساء، ولكنها انقطعت قبل سن الأربعين.
الأخوات اللواتي لم تحدث لهن الدورة مطلقاً، يحتجن الى فحوصات للتعرف على المكون الوراثي لخلايا الجسم، ويلزم إجراء فحوصات بالأشعة للتأكد من وجود الجهاز التناسلى بكافة أعضائه، والخطوات العلاجية تعتمد على نتائج الفحوصات تلك.
أما عندما تنقطع الدورة نهائياً لدى سيدة قبل عمر الأربعين حتى وان سبق لها الحمل، فلا بد أن يتم التأكد من ذلك بعمل اختبار هرمونى يكرر مرتين للتأكد من التشخيص، فإذا ما كان السبب هو عدم كفاءة المبيض، فإننا نتعامل هنا مع حالة من حالات نقص هرمون الاستروجين، وهي نفس الحالة التى تحدث مع اللواتي يتوقف لديهن الطمث في العمر المتوقع.
ولكن الفرق ان حاجتهن لتعاطي الهرمونات البديلة أكثر اهمية من حاجة الأُخريات، بل واذا لم يكن هناك مانعاً طبياً فإن عليهن الاستمرار في تعاطيها حتى سن الخمسين، وقد يعني ذلك تعاطيها سنوات عديدة، وهدف ذلك هو حماية الاعضاء التناسلية، والعظام والقلب. وفوائدها لهن أكثر من فوائدها للأخريات، وإشكاليات تعاطيها أقل بكثير في هذه السن منها في سن ما بعد الخمسين.
حدوث هذه الحالات يعنى أيضاً عدم القدرة على انتاج بويضات تصلح للحمل، حتى مع استعمال الطرق الحديثة في تنشيط المبايض، وقد سُجلت حالات استعادت نشاط المبيض مؤقتاً سواء على مستوى الهرمون أو على مستوى الاباضة والحمل، ولكن ليس هناك طرق للتنبؤ بذلك، وتبقى حالات نادرة.
في مثل هذه الحالات كان بعض علماء الشريعة يفتون بجواز أن تُنقل لهذه المرأة بويضة مخصبة، مصدرها زوجة أخرى لزوجها لقحت البويضة بحيامن من زوج المرأتين، ولكن أكثر من أفتوا بذلك تراجعوا، وسبب ذلك الوراثة. الآية الكريمة قد تدل على ان يكون الطفل في هذه الحالة وارثاً للأم التي اعطت البويضة (إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا)، ولكن هناك آية أخرى تفيد بأن الطفل هنا قد يكون وارثاً للأم التي ولدته (إِنْ أُمَّهَتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ)، ولذا فإن معظم المفتين لم يعودوا يرون اباحة نقل البويضة بين زوجتين لنفس الرجل.
SalehElshehry@