اجتماعية مقالات الكتاب

“الفريق الأحمر” والتفكير من وجهة نظر ناقدة

دائماً ما أحب مشاركة أفكاري حول الكتب التي اقرأها من فترة لأخرى على أمل أن يساعد ذلك القارئ كما ساعدني أنا شخصيا. مؤخرا قرأت كتاباً لميشا زينو بعنوان:
“Red Team: How to Succeed By Thinking Like the Enemy”، وهو من الكتب المفيدة على الرغم من أن الكاتب ركز في الكتاب على الجانب العسكري مستشهداً بحالات ووقائع سياسية وعسكرية كان تشكيل “الفريق الأحمر” مفيداً جداً لتجاوز تلك المعضلة او المشاكل.

“الفريق الاحمر”، هو نشاط يقوم فيه الأشخاص من خارج الشركة بتشكيل مجموعات ويتم تشجيعهم على التفكير النقدي في التحديات من وجهة نظر مختلفة عن وجهة اصحاب العمل او الشركات. ويهدف في الاساس إلى اكتشاف العيوب وجوانب القصور في مشكلة أو موقف ما، والتشكيك في الوضع الراهن لكيفية إنجاز الأشياء بطريقة تقليدية. والغرض الذي انشأ في “الفريق الاحمر”، هو تقديم أفكار فريدة لم يتم استكشافها من قبل، وبالتالي تعظيم حل المشكلات داخل الشركة.

استخدم المؤلف مثالاً لشركة جنرال موتورز للسيارات، الذين تجاهلوا عيباً تقنياً تم اكتشافه بعد مراحل التصنيع، يتمثل في تشغيل المحرك في احدى سياراتها المصنعة. بدأوا تحقيقاً بعد عدة سنوات، فقط ليكشفوا أن الخطأ تسبب في مقتل 119 شخصاً وتعرض اكثر من 240 شخصا لإصابات خطيرة ، مما أدى إلى تسوية تعويضية بقيمة 600 مليون دولار للشركة. ناهيك عن إقالة بعض مسؤولي الإدارة العليا.

في ذلك الوقت، كانت الثقافة السائدة تدعو إلى اخراس الانتقادات. “بدلاً من اعتماد “الفريق الاحمر” لاكتشاف العيوب الموجودة في صميم أعمالها وحلها، جعلت جنرال موتورز الوضع أسوأ من خلال السعي إلى تجنب ذلك عن طريق التقليل من شأن المشاكل وتجاهلها تماماً. وكانت النتيجة النهائية شبه كارثة لجنرال موتورز، وكارثة اكبر للضحايا وعائلاتهم”.

عند استخدام “الفريق الاحمر” على المستوى التنظيمي للشركات والمؤسسات، فإنها بذلك تضمن النجاح. الهدف الرئيسي من “الفريق الأحمر” هو التفكير خارج الصندوق. القاعدة تقول أن الشخص لا يستطيع تقييم عمله او ما تم انتاجه؛ بدلاً من ذلك، يجب أن يعتمد على شخص آخر للقيام بذلك. يسعى “الفريق الأحمر” إلى الكشف عن النقاط العمياء التنظيمية والتعامل مع كل قضية من زاوية مختلفة.

يوفر “الفريق الاحمر” مزايا مختلفة للشركات التي تتطلع إلى تحسين قدراتها على حل المشكلات وتعزيز ثقافة عمل ممتعة من خلال التواصل المفتوح بين الإدارات والعاملين. قد تكتشف الشركات حلولاً فريدة لم يكن من الممكن اكتشافها بطريقة أخرى من خلال التفكير من وجهة نظر جديدة أكثر مما تم القيام به بطريقة تقليدية في السابق. من المؤكد رؤية نتائج أفضل في جميع القطاعات التي تعتمد ثقافة “الفريق الاحمر”، كجزء من استراتيجيتها التنظيمية. أقترح على رفاقي في العمل، وكذلك أي رجل أو سيدة اعمال، يبحثون عن طرق لتعزيز الكفاءة في عمليات الشركة، التفكير في اعتماد “الفرق الاحمر”، في روتين عملهم اليومي.

jebadr@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *