اجتماعية مقالات الكتاب

لا يحب الله الجهر بالسوء من القول

قالت إحدى الزميلات المختصات أن إحدى الأمهات العاملات استشارتها في موضوع طفلها البالغ من العمر ست سنوات والسيئ الملافظ جداً بسبب جلوسه مع والدتها وأختها واكتسابه ذلك منهما هداهما الله. وتسأل المختصة ما العمل لتنقذ ابنها من ذلك وكيف تتصرف والحياة المشتركة مع أهلها ضرورة وهي موظفة تداوم على فترتين فتواجد طفلها معهما أكثر، للأسف بعض الناس أصبحت الألفاظ السيئة عندهم عادية جداً لدرجة لم تعد في نظرهم بذاءة، والأطفال سريعو التأثر والتقاط الكلمات وترديدها فتصبح عندهم كحبة الحلاوة لا يجدون فيها مرارة ولو حاسبهم محاسب عليها تأثروا واعتبروه عدواً لهم،

لهذا فقد كان رأيي لهذه الأم أن تجعل ابنها ملاصقاً لها أكثر أو تجد له مدرسة دوامها طويل ويتزامن مع خروج الأم من الدوام أو أن تجد له نادياً بعد فترة المدرسة مباشرة أو أن تستغل فترة الإجازات بالانفراد بابنها في أجواء تربوية مع صديقات وأطفالهن وتبذل جهدها لغسل دماغ الطفل من هذا السوء والاستعانة بمختصين يرسمون لها الطرق الأسلم لذلك، ثم من المهم جداً توجيه العائلة لأهمية التعامل بالكلمات الإيجابية السليمة والابتعاد عن السيئ منها فمن يحب أن يكره الله منطقه وكلماته، مثل هذه الأم ستمر بفترة جهاد قد تصعب وقد تطول لتصحيح وضع طفلها ووالدتها وأختها وستنجح بمشيئة الله وسيكون الله معها المهم ألا تيأس وأن تستشير وتقرأ وتحاول لأن الله لا يحب الجهر بالسوء من القول، إحدى الطالبات في مدرسة ما تلفظت على معلمتها بلفظ هز كيان المعلمة لسوئه وفظاظته.

ردت المعلمة على الطالبة مؤنبةً لها على سلوكها المشين وتجاهلتها في أكثر من درس وهي تفكر كيف تعاقبها وقبل أن تصل لقرار وإذا بالطالبة تأتيها متأسفة ومتألمة أنها أغضبت معلمتها لكنها في نفس الوقت قالت لها هذا اللفظ الذي رأيتيه سيئاً يا معلمتي هو في بيتنا عادي جداً ولا يثير غضباً أو لوماً، طبعاً استغربت المعلمة التربوية الموضوع المؤسف فاطلقت حملةً بعنوان (لا تجرح مسامعي) على مستوى مدرستها ثم أنها أرادت إطلاقها على نطاق أوسع وللأسف لم يحصل، واتخذت عبارة (لا تجرح مسامعي) شعاراً لها ولطالباتها اللواتي شاركن في الحملة التي تنبذ الألفاظ الجارحة والنابية وكان في مقدمتهن الطالبة التي أثارت هذه الحملة والتي وعدت بأنها لن تتعامل بالألفاظ السيئة وستنبذها من حياتها، للأسف هذه الحملة لم تجد ما تستحق من الدعم رغم أهميتها فأصبحت حملة ذاتية وفي نطاق ضيق في حين كان يجب أن تكون حملة تربوية مستمرة ومتجددة، لكن يكفي أنها تركت أثراً إيجابياً ولو على نطاق المدرسة فحبذا لو تنتشر في جميع مدارسنا ومساجدنا مثل هذه الحملة لنبذ الألفاظ السيئة في بيوتنا وفي كل مكان فلا تجرح مسامع الكبار ولا يسمعها الصغار فيتأثرون بها، فالكلمات البذيئة تجرح السمع وتخدش الحياء وقبل كل شيء لا يحبها الله، ودمتم بخير.

almethag@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *