اجتماعية مقالات الكتاب

الهلال وكأس العالم

بعد الفوز على بطل أفريقيا نادي الوداد المغربي مستضيف البطولة وأمام جمهوره الكبير الذي ملأ الاستاد، ثم الفوز في نصف النهائي على فريق فلامنغو البرازيلي بطل أمريكا الجنوبية، رفع نادي الهلال سقف طموحات السعوديين وأصبحوا يفكّرون في كأس العالم وأمام أفضل فريق في العالم هو ريال مدريد الذي يضم في صفوفه أفضل لاعبي منتخبات العالم من أوروبا وحتى أمريكا الجنوبية. منافسة الهلال لريال مدريد على الكأس العالمية في المباراة النهائية بحد ذاتها هدف عظيم وإنجاز كبير حققه هذا الفريق السعودي الذي كسر كل الأرقام في آسيا في هذه البطولة العالمية فهو الوحيد الذي تأهل لها أربع مرات،

وهو الوحيد في آسيا الذي حقق جميع البطولات الآسيوية بمختلف مسمياتها. لقد أصبح اسم المملكة العربية السعودية ومعها الهلال يتردّد كثيراً في الأوساط الرياضية العالمية بسبب هذه المنافسة الكبيرة ذات الطموحات العالية. من كان يتخيّل أن يرى فريقاً سعودياً يصعد بقوة نحو المباراة النهائية ويواجه ريال مدريد الأسباني وينافسه في الحصول على الكأس؟ منح الهلال الجمهور فرصة التفكير في المنافسة على الألقاب العالمية وليس فقط الاكتفاء بالمشاركة الرمزية فيها. عاد الهلال إلى الرياض وهو يحتل المرتبة الثانية بعد ريال مدريد وقبل فلامنغو البرازيلي الذي حلّ ثالثاً كأفضل أندية العالم.

لقد حان الوقت لتجاوز المشاركة الرمزية والعمل قدماً نحو المنافسة الفعلية على البطولات كما فعل الهلال في بطولة أندية العالم الأخيرة. هذا هو أهم درس نتعلّمه من هذه المنافسة التي جعلتنا نفكّر في كأس العالم بعد أن كان مجرد حلم لا نجرؤ على التفكير فيه.

كانت المباراة صعبة ولا شك مع فريق تعوّد على المشاركة في هذه المناسبات لكن فريقنا السعودي كان قادراً على الوصول لشباك ريال مدريد ثلاث مرات كإثبات عملي أنه لا مستحيل في كرة القدم التي لم تعد مقصورة على المهارة فقط وإنما بالإضافة لها أيضاً عوامل أخرى مهمة لا تقل أهمية عنها.

من تلك العوامل المهمة التي تساعدك كلاعب على المنافسة عالمياً هي الثقة بقدراتك أولاً ثم الوعي بأن حظوظ الفوز والخسارة متساوية وأنها تكون في مدى الحماس والتركيز والثبات الانفعالي الذي تبديه حتى صافرة الحكم النهائية. بقي شيء آخر مهم وهو أن لعبة كرة القدم جماعية وبدون هذا التناغم والترابط والانسجام بين أفراد الفريق الواحد فإن المهمة ستكون صعبة.
شكراً للهلال بأن أوصلنا إلى مرحلة التفكير في منافسة الآخرين عالمياً وأوقد فينا الرغبة في التحدّي ومقارعة أعتى الفرق العالمية ومنافستها على الألقاب.

khaledalawadh@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *