مما عرفه البشر عن انفسهم منذ آلاف السنين انهم يمرون بتغيرات تترافق مع مرحلة العمر التى يصلون إليها، ومن هذه المحطات في حياة المرأة سن انقطاع الطمث، وقد سُمى تسمية خاطئة بسن اليأس، وذلك لارتباطه بعدم القدرة على الانجاب، ولكن الحياة لا ترتبط فقط بالقدرة على الإنجاب، فكيف نسمي هذه المرحلة من العمر بناء على متغير واحد يدخل على وظائف الجسم، متجاهلين حقائق كثيرة حول هذا السن،
فهوالسن الذي تصل فيه التجربة البشرية إلى اكتمال نضجها وتصبح قادرة على بث الحكمة واكتساب مهارات التأثير في الآخرين، خاصة بعد التحرر من متطلبات وظائف جسدية مرهقة، مثل الدورة الشهرية وتبعاتها وما يسبقها من فترة معاناة نفسية تمر بها نسبة من النساء، إضافة الى ما تشعر به بعض النساء سلبا إزاء توقفهن عن الصلاة والصيام، ولوكانت قيمة المرأة مستمدة من وظيفتهن الانجابية لما حرمها الله تقريبا معظم أمهات المؤمنين، بل لعل الله خفف عنهم اعباء الانجاب ليساعدهن في وظيفتهن المهمة الاولى، وهي بث تعاليم النبوة وما تمثلت به في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، مما لم يكن لأحد غير زوجاته الاطلاع عليه واعلام الناس به.
ولذا فإن مسمى سن اليأس يجب أن يلغى من قاموسنا، كى لا يترك تاثيراً سلبية على كتلة كبيرة من نسائنا يقضين ثلث عمرهن في هذه المرحلة، عام 2020م بلغ عدد النساء اللواتي يعشن في هذه المرحلة العمرية حوالى خمسين مليونا في أمريكا وحدها، وبفضل الله ثم بفضل تحسن احوال المعيشة في بلادنا يتوقع ان تعيش معظم نسائنا حوالى ثلاثة عقود في هذه المرحلة العمرية، وهذا يفرض علينا أن نفرد للقضايا الصحية المرتبطة بهذا العمر نفس الاهتمام الذي نعطيه للفئات العمرية الأخرى مثل مراحل الطفولة والمراهقة والشباب .
ترتبط هذه المرحلة باستنفاذ مخزون المبايض من البويضات، ويرتبط بذلك نقص في هرمونات الانوثة، وأهمها هرمون الاستروجين، وهذا الهرمون لا تقتصر وظيفته على علاقته بالانوثة والمقدرة على الانجاب، لكن له ادوارا يؤديها، اذ يرتبط بالعمليات الحيوية المتعلقة بتنظيم حرارة الجسم، وكذلك بحيوية الجلد، وتغيرات كتلة العظام، ونسب ونوعيات الكوليسترول في الدم، وللنشاط العقلي، وهوما سنفصل عن بعضه في مقالات قادمة.
SalehElshehy@