اجتماعية مقالات الكتاب

هل أنت ثعلب.. أم دب وديع؟

في فن الاتصال وفهم الأنماط الشخصية.. هناك دراسة قديمة لست متيقنة من مصدرها إنما قد تكون تحمل بعض المنطق إذا نظرنا إليها من باب تقريب الصفات بين المخلوقات، وهذه الدراسة فحواها أن: “الأنماط الشخصية في ردود الأفعال عند الناس عند الخلاف تنقسم إلى خمس أنماط وهي: القرش، الثعلب، السلحفاء، الدب الوديع، والبومة الحكيمة”. لا أعلم ماهي المنهجية التي اعُتمدت دون غيرها في تحديد هذه الأنواع من الحيوانات، ولست متأكدة إن كانت هناك تعديلات على هذه الدراسة أم أنها اندثرت في وقتنا الحاضر..

المهم في الأمر هناك سؤال يتبادر إلى ذهني ألا وهو.. إلى أي نمط من هذه الأنماط أنتمي عند اختلافي مع أحدهم، وكيف سأ تصرف..؟ هل سأكون حازمة مصرة على رأيي لا أقبل التنازل قاسية كالقرش، أم أتمتع ببعض الحيلة والدهاء وقادرة على المساومة كالثعلب، أم أنني أفضل الانسحاب والبحث عن قوقعة أمان أختبئ داخلها كالسلحفاة، أم أميل للتنازل والسلام بدفع دفعة النصر إلى خصمي كالدب الوديع، أم أبحث عن حلول وأدرس الأمر بتفكير عميق وأترك وقت للهدنة كالبومة الحكيمة.؟

لو أن الأمر يعود لنا في كل مرة نتعرض فيها لخلاف مع الغير.. لاخترنا ما يليق بصورتنا أمام الآخرين، ولحرصنا أن نظهر بالمظهر اللائق حتى لو كانت ردة الفعل تلك ليست من طباعنا التي تغلب علينا في لحظات الغضب والانفعال وتقضي على أي بصيص أمل للحكمة –عندما لا تكون الحكمة من صفاتنا-.

إذاً .. كيف لنا أن نكون كما نريد عندما يجتاحنا الغضب المنهي عنه من حبيبنا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، ذلك الغضب الممزوج في أكثر الأحيان بأنانية الموقف والرغبة في إثبات وجهة النظر.. لا أعتقد أنه بالأمر السهل فلو كان كذلك لما اضطررنا إلى إقامة محاكم ومجالس صلح وسجون للفصل في خلافاتنا العديدة في نوعها ومضمونها.

قل لي بالله عليك.. هل تعرف من تكون عندما تختلف معي، هل أنت قرش أم بومة، وهل لتصنيفي عندك دور في قرار اختيار النمط الذي ستتعامل به معي..؟ مشاعرنا وتفضيلاتنا تجاه الآخرين تحكم ردات أفعالنا معهم، في هذه الحالة لن يصبح تطبيق نمط بعينه على شخص بعينه أمر صحيح، وسيكون كل واحد منّا مجموعة من الأنماط تتشكل وفق الموقف ومن فيه، إنما قد يغلب نمط محدد على الشخص فيكون في الغالب يحمل صفاته.

إذاً نستطيع أن نتغير ونتحسن ونحمل قبعة الحكمة والوداعة ونحن أشرس وأمكر خلق الله، وبالتالي نستطيع أن نكون خمسة أشخاص في ثوب شخص واحد، نظهر من نحتاجه في الوقت المناسب والموقف المناسب، ليكون النمط السادس المفقود (قِرشي مثعلب سلحفي مدبدب بومي) وهذا هو النمط الذي نحلم جميعنا أن نكونه.

eman_bajunaid@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *