اجتماعية مقالات الكتاب

جدة وتسمية الشوارع بعد ورشة التطوير الطموحة

ندرك جميعا أن جدة تمر حالياً بانطلاقة جديدة نرجو أن تعوضها سنوات من التباطؤ في تنفيذ مشاريعها الحيوية والجمالية ومشاريع الخدمات وخاصة في أحيائها الجديدة، والتي ستظهر في الأحياء التي تمت إزالتها وكذلك الأحياء التي تنمو شمالاً في وتيرة متسارعة تسبق جهود الأمانة في كثير من المراحل ولدينا في ذلك الأمثلة الكثيرة.

واليوم، ونحن نعيش عهد الطموح والشباب والحزم تنتظر مدينتنا الحبيبة انتهاء أعمال الإزالة في أحيائها العشوائية المتعددة بفائق الصبر، وتتطلع جدة إلى شخصية معمارية متطورة تحل مكان المباني القديمة والأحياء المتناثرة والحارات الشعبية والشوارع الضيقة والمغلقة التي جعلت من بعض المناطق فيها دون المستوى الذي تأمله جدة التي تعتبر الميناء الأول والأكبر على الساحل الشرقي للبحر الأحمر، ويرغب سكانها الذين يتجهون بعد كل عقد من السنين إلى الشمال مبتعدين عن الأحياء التي أصبحت تضيق بهم في مساكنها ومواقفها وخدماتها من أسواق ومستوصفات ومصارف وشوارع.

وقد لاحظنا في السنوات الماضية أن الشركات التي عملت مع لجان الأمانة في مشاريع تسمية الشوارع لم تكن موفقة في أغلب شوارع الأحياء وخاصة الفرعية منها في اختيار الأسماء المناسبة لهذه الشوارع، حتى شعرنا أن التسميات في كثير الأحوال وضعت بدون دراسة ودقة، ولكن فقط لتكملة القائمة كيفما اتفق، فمن المضحك أن تجد بيتك يقع على شارع السبورة أو التباشير أو الفيزياء إلى جانب أسماء بعض الأعلام من الخارج الذين لا يمتون للمدينة بصلة تاريخياً أو اجتماعياً كأنما كانت الأمور في كثير من الحالات هي قص ولصق ليس إلا.

وفي انتظار استكمال المرحلة الحالية لمشاريع التحسين والتطوير للأحياء وخاصة العشوائية منها علينا أن نستعد بالمختصين من أصحاب القرار والمعرفة في هذه التسميات ضمن معايير وأسس تعكس شخصية المدينة وتاريخها القريب والبعيد كأساس لاختيار أسماء الشوارع فيها والميادين، وأن تتسع دائرة الشورى من لجان المختصين لوضع الأسماء التي تحمل الدلالة العلمية المناسبة للأحياء التي ستظهر قريباً والميادين التي ستستحدث بعد استكمال ما هو قائم الآن من ورشة عمل طموحة لم تشهد مثلها عروس البحر الأحمر في تاريخها أبداً.

هنيئاً لجدة المدينة الأثيرة على أنفسنا والثرية بتاريخها وعبقها، والذي نرجو أن يكون مصدراً أساسياً للجديد من شوارعها وميادينها في أحيائها المنتظرة.

sal1h@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *