الاكتئاب مرض عقلي شائع في جميع أنحاء العالم؛ حيث يعاني أكثر من 300 مليون شخص من الاكتئاب على مستوى العالم على عكس الاستجابة غير المواتية قصيرة المدى لصعوبات الحياة، فالاكتئاب يتجاوز التغيرات المزاجية والانهيارات العاطفية؛ وتعتبر ممارسة التأمل وهي اليقظة الذهنية على القلب وتعزيز مشاعر الحب والتعاطف تجاه الذات والآخرين مفيدة خاصة للأشخاص المحبطين أو المستائين وحتى المسيئين أو الذين يواجهون صراعاً بين الأشخاص والتأمل يرتبط بتقليل القلق وضغوطات ما بعد الصدمة والاكتئاب كما يعزز المشاعر الإيجابية والاهتزازات النفسية؛
فعلي سبيل المثال الجلوس والعينان مغمضتان لمدة 15 دقيقة يسمح للشخص بأن يكون ساكناً تماماً وفي حالة راحة ويحقق له الغياب التام للقيود العقلية التي تفرضها الظروف المحيطة وتشكل ضغوطاً عليه ويمكم ممارسة التأمل بأكثر من شكل فحتى احتساء كوب من القهوة أو الشاي وحيداً في مكان مستقل هادئ يحقق لك السلام النفسي وهو أمر مطلوب يجعلنا فعد ممارسته أكثر انتباهاً ونشاطاً كما أنه يقلل من حدة القلق خاصة للمرضى الذين يعانون من اضطرابات الهلع واضطراب القلق العام؛ فقد تم اكتشاف أن التأمل المنتظم يثخن القشرة الدماغية للدماغ ويعزز تدفق الدم والأوعية الدموية في القشرة الدماغية وهي الجزء الأكثر تطوراً في الدماغ والمسؤولة عن معالجة اللغة والإدراك ومعالجة المعلومات والاحتفاظ بالذاكرة؛
يمكن أن ينمي التأمل أيضاً مشاعر الحب واللطف بداخلك فهو يعلم توصيل رسائل التعاطف إلى النفس أو للآخرين فعندما تكون متوتراً من السهل أن تفقد سلامك الداخلي ولسوء الحظ يتعرض كثير منا للتوتر بسبب أنماط الحياة، ولكي نتغلب على الآثار السلبية للتوتر في حياتنا يمكننا التأمل بهدوء لأنه يساعد على تفريغ المشاعر والأفكار؛ وغالباً ما ننكر المشاعر السلبية وبسبب ذلك تقودنا تلك المشاعر إلى مشاكل أكثر خطورة مثل الغضب أو الخجل أو القلق أو الاكتئاب؛ الغفران شيء لا يجد الكثير منا سهولة تقديمه؛ لكن عندما نمارس التأمل سنشعر بأفكار وعواطف تتحرك من خلالنا وسندرك أننا لم نكن نفس الشخص الذي كنا عليه قبل لحظات قليلة أو بضعة أيام أو أسابيع أو شهور؛ مع الممارسة المنتظمة يمكن للتأمل أن يفعل المعجزات لجسدنا وروحنا.
NevenAbbass@