اجتماعية مقالات الكتاب

الإهمال العاطفي

إننا في رحلة الحياة والمهام المتعددة التي على عاتقنا تمر علينا لحظات ننطفئ فيها ونشع كما هو حال النور والظلام فإن للانطفاءات مؤثرات نفسية قد تكون قديمة منذ الطفولة وقد تكون حديثة ولكن يجب ألا يطول هذا الانطفاء لانه يؤثر بشكل واضح على سير الحياة وتقدمها.

إن الاهمال الذي يتعرض له الفرد كفيل بأن يجعله منعزلاً ومتوحداً وهذا قد يكون بسبب الاهمال في الطفولة التي عاشها وعدم حصوله على الاهتمام الكافي من بيئته الداخلية حيث انه بطريقة ما لم يحصل على الحصانه النفسية الكافية التي تجعله قادراً على مجابهة صعوبات الحياة.

كذلك بسبب بعض المواقف القاسية التي يمر بها والاهمال العاطفي احد اقسى المواقف التي قد يتعرض لها الفرد في اي مرحلة من مراحله العمرية حيث انه يتولد لديه احساس بعدم القدرة على حب الذات ويصبح تقديره لذاته منخفضاً جداً كما ان نشاطه يقل تدريجياً حتى التواري عن الانظار في جميع محيطاته.

وعلينا ان ندرك جميعاً بأننا معرضون لجميع المواقف وربما تعرضنا للإهمال العاطفي في طفولتنا وتعرضنا للتجاهل وربما لم يؤمن بنا احد وتم كسرنا بقسوة وهذا كافٍ جداً لأن يجعلنا بلا اشعاع ومنطفئين ومنعكفين على ذواتنا، ولكن السؤال الاتي: الى متى ستستمر عتمتنا هذه؟

يأتي واجبنا النفسي تجاه انفسنا الان وهذه مسؤولية كبيرة تقع على عاتقنا وعلينا التحرر منها، وكما ان هناك يوماً جديداً هناك فرص جديدة وحياة جميلة لنا مكان فيها وكل موقف مُر سيمضي وبالتعامل بوعي مع حاجاتنا النفسية يجعلنا نخطو الخطوة الاولى نحو استعادة ذواتنا وان حب الذات هو اول سلاح في وجه الاهمال العاطفي ولا سبيل للخلاص من العتمة الا بالنور فحسب.

fatimah_nahar@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *