متابعات

الابتعاث الثقافي إثراء الإبداع وتحقيق ركائز الرؤية

البلاد – جدة

أكدت رؤية المملكة 2030 على أهمية الثقافة باعتبارها من مقومات جودة الحياة، رفعت وزارة الثقافة رايةَ “التعليم أولاً.. التعليم أخيراً”، من واقع أن الإنسان جوهر التنمية وعمودها الفقري، ولأن التعليم أساس بناء القدرات البشرية.

وإيماناً بدور المعرفة الجادة الرصينة في بناء مستقبل غني مزدهر في الثقافة والفنون، وتعزيز الهوية الوطنية، وتشجيع الحوار الثقافي في العالم، مهّدت القيادة الرشيدة -أيدها الله- الطريق الموصل إلى رفعة الوطن، مذللة الصعاب، ومطوعة المستحيل ثقة بشباب الوطن، لذلك جاء برنامج الابتعاث الثقافي لتحقيق الركائز الاستراتيجية الثلاث للرؤية المتمثلة في: بناء مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح.

ويشجع البرنامج القطاعات الثقافية، ويرفدها بالكفاءات والقدرات البشرية المتسلحة بالعلم والموهبة والإبداع والطموح، لتساهم في الرحلة الثقافية نحو مستقبل غني تزدهر فيه كل أشكال الثقافة والفنون، ويفتح للعالم منافذ جديدة ومختلفة للإبداع والتعبير الثقافي.

أطلقت وزارتي الثقافة والتعليم استراتيجية تنمية القدرات الثقافية، بالشراكة مع جهات عدة لربط مخرجات التعليم باحتياجات سوق العمل في القطاع الثقافي، حيث ستعمل الاستراتيجية على إدراج الثقافة والفنون في كافة مراحل التعليم والتدريب التقني والمهني، وتطوير البيئة التعليمية، لتنمية القطاع الثقافي والارتقاء به إلى مجالاتٍ أرحب في ظل رؤية المملكة 2030 التي أولت الثقافة اهتماماً كبيراً بوصفها عنصراً رئيساً في تحسين جودة حياة المجتمع. وقال صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة، في وقت سابق، إن الاستراتيجية الوطنية تُعد ثمرة طبيعية للعناية الكبيرة التي يحظى بها قطاعا التعليم والثقافة، حيث تحتل المشاريع التنموية المرتبطة بهذين القطاعين الحيويين مكانة متقدمة في البرامج الحكومية الرئيسية المرتبطة برؤية 2030.


وأضاف: نقول دائماً التعليم أولاً خاصة في مجالات الثقافة والفنون، والإبداع عموماً. وفي ضوء ذلك، نُطلق إستراتيجية تنمية القدرات الثقافية وذلك لتطوير القدرات والمهارات الثقافية والفنية لأفراد المجتمع عبر منظومة من السّياسات والمعايير والبرامج الأكاديمية وفرص تنمية القدرات التي تثري الإبداع الثقافي في المملكة، وتضمن ربط مخرجات التعليم باحتياجات سوق العمل ودعم الممارسة المستدامة في القطاع الثقافي.

وانتهجت استراتيجية تنمية القدرات الثقافية نهجاً وطنياً شاملاً لضمان الاتساق والكفاءة وتعزيز العلاقات مع الشركاء، حيث درست الإستراتيجية البرامج التعليمية والتدريبية الحالية عبر مراحل التعليم، وخرجت بجملة من التحديات التي تواجه القطاع الثقافي في مسار تنمية القدرات بهدف معالجتها وتحديد التوجهات بناءً على الأولويات والمستهدفات المنشودة، وتسعى الإستراتيجية لتحقيق أولى مستهدفاتها بحلول 2026م، ومنها أن تقدم أكثر من نصف مدارس التعليم العام أنشطة لا صفية ثقافية، وأن يختار أكثر من 5 % من خريجي التعليم العام التخصص والعمل في مجالات الثقافة، إضافة إلى تخريج أكثر من 20 ألف متخصص في مجالات الثقافة من مرحلتي التعليم العالي والتدريب التقني والمهني، والوصول إلى 120 مؤسسة تدريبية في مجالات الثقافة والفنون، ودعم الهواة بحيث يكون أكثر من 14 % من السعوديين لديهم هوايات مرتبطة بالثقافة والفنون.

وحددت الإستراتيجية ستة أهداف ستعمل على تحقيقها، وهي: التأكد من استكشاف المواهب والهوايات الفنية والثقافية وتقديرها على نحو مستمر، وإتاحة الفرصة لتطوير الهوايات والتعليم غير المؤسسي لتعزيز استكشاف الأفراد لاهتماماتهم ومهاراتهم الفنية، وتزويد طلاب التعليم العام بتعليم تأسيسي ذي جودة عالية في الثقافة والفنون، وتزويد طلاب التعليم العالي والتدريب التقني والمهني ببرامج تعليمية وتدريبية ذات جودة عالية في الفنون والثقافة لتلبية احتياجات سوق العمل، وتمكين تطوير مهني مستدام لممارسي الفنون والثقافة وروّاد الأعمال، وزيادة الوعي العام بتنمية القدرات الثقافية وخلق صورة إيجابية للمهن والمواهب الفنية والثقافية.

وتأتي هذه الاستراتيجية انطلاقاً من الإيمان بأهمية تعليم الثقافة والفنون وتأثير ذلك على الطلاب، حيث يسمح لهم باستكشاف هويتهم وثقافتهم ومجتمعهم، مما يعزز من انتمائهم وتقديرهم للاختلاف والتنوع الثقافي، خاصة في عصر يتزايد فيه قرب المجتمعات العالمية، كما يعزز من قدرتهم على التعبير الشخصي واكتشاف مهاراتهم الإبداعية الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الشعور بالثقة بالنفس، إلى جانب إسهامه في تطور المهارات الاجتماعية للطلاب، وأثره الإيجابي على التحصيل الأكاديمي، فضلاً عن أهمية تنمية القدرات في الثقافة والفنون كضرورةٍ تنمّي الاقتصاد الإبداعي، باعتبار المشاركة والتفاعل مع الفنون في مختلف مراحل الحياة من العوامل المؤثرة على المبتكرين وروّاد الأعمال في مختلف المجالات. إلى ذلك، نظمت وزارة الثقافة بالتعاون مع هيئة فنون العمارة والتصميم، لقاءً افتراضياً عن برنامج الابتعاث الثقافي وما يتضمنه من فرص ومساحات للتحصيل العلمي والمعرفي في أبرز الجامعات العالمية وأرقى المؤسسات الأكاديمية، إلى جانب شرح آلية التقديم للالتحاق بالبرنامج والحصول على القبول مع تسليط الضوء على التخصصات الثقافية والفنية؛ وتحديداً في مجال العمارة والتصميم.

وقدم اللقاء نبذة تعريفية عن برنامج الابتعاث الثقافي والذي يتيح فرصاً نوعية للطلاب والطالبات السعوديين، ضمن مساري الحاصلين على قبول مسبق، والدارسون على حسابهم الخاص، وذلك في جميع التخصصات الثقافية والفنية المندرجة ضمن قطاعات وزارة الثقافة وهي: الأزياء وفنون العمارة والتصميم والمتاحف والمكتبات وفنون الطهي والآثار والتراث والآداب واللغات واللغويات والأفلام والفنون البصرية والمسرح والموسيقى وعلوم وتكنولوجيا الأغذية. واستعرض اللقاء قائمة بالجامعات العالمية التي استهدفها برنامج الابتعاث، ومن بينها عشر جامعات متخصصة في قطاع العمارة والتصميم، استقبلت 201 مبتعث في 10 تخصصات من بين 716 مبتعثاً في كافة التخصصات الثقافية.

12 تخصصاً في برنامج الابتعاث الثقافي

يشمل برنامج الابتعاث الثقافي 12 تخصصاً، متمثلة في: الموسيقى بحيث يحصل الطالب على أعلى مستويات التدريب والتأهيل وفق خطط مرسومة بعناية تمكّنه من إتقان استخدام الآلات الموسيقيّة، مع معرفة المدارس الموسيقيّة وتاريخها وأبرز ملامحها، والمسرح الذي يتعرف خلاله الطالب على أنواع المسرح وتطوّرها، والفنون البصريّة التي حزمة من الفنون المتقاطعة مع فنون أخرى، ومن أشهرها الرّسم والنّحت، وصناعة الأفلام وكتابة السيناريو والإخراج والإنتاج، فضلاً عن الآداب واللغات واللغويات، وعلم التراث والآثار، وفنون الطهي، والتصميم الداخلي، وتصميم الأزياء، وفنون العمارة، والمكتبات والمتاحف، وعلوم وتكنولوجيا الأغذية، وهو تخصص يهدف إلى تطبيق علوم الأغذية في اختيار، حفظ، معالجة، تعبئة، توزيع واستخدام الغذاء الآمن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *