شباب

 اليوسف.. ريشة مبدعة تتحدى الإعاقة

البلاد – جدة

بالإرادة والصبر ودعم الوالدين استطاع صاحب الاحتياجات الخاصة عبدالله اليوسف أن يصنع اسماً لامعاً لنفسه في مجال الفن التشكيلي بعد أن استطاعت والدته بعد الإصابة أن تحول اهتمامه من رياضة كرة القدم إلى الرسم والفنون.

الشاب عبد الله اليوسف الرسام التشكيلي أصبح علامة فارقة إيجابية عبر مشاركاته في معارض الفنون التشكيلية في عدد من الورش والمعارض التي أقيمت وتقام في مكة المكرمة وجدة بدعم وبتعاون أسرته وتشجيع الوسط الفني التشكيلي حيث وجد ضالته، ووجد نفسه منخرطاً في هذا المجال من الفنون التشكيلية ومدرسة هي الأصعب قراءة في هذا المضمار التجريدي الذي قد يعبر عن العقل الباطن عنده وكأنه يقول أنا لا أرسم الواقع، بل أعبر عن داخلي بالريشة والألوان.

هذا الفنان لم يتوقف عن تنمية موهبته وتطويرها، وبدعم أسرته وخاصة والدته وتشجيعها له شارك في مناسبات كثيرة منها مناسبة اليوم الوطني ويوم التأسيس واليوم العالمي للأم والعديد من المعارض الفنية والمناسبات مثل: المعرض الجماعي “حلم” بجمعية الثقافة والفنون في أغسطس الماضي، ومعرضه الشخصي في جاليري النقطة البيضاء بمركز أدهم في نوفمبر الماضي، والذي نال استحسان وإعجاب الجميع.

وقد تم تكريم الفنان عبدالله بشهادات تقدير وشكر ودروع تكريم عديدة نظير مشاركاته النوعية، كما لقي دعماً لا محدوداً من جمعية الثقافة والفنون، ومن الجمعية السعودية للفنون التشكيلية (جسفت)، ومن كافة أعضاء الوسط الفني التشكيلي باعتباره ربما الوحيد من ذوي الاحتياجات الخاصة الذي يشارك في هذا الفن المعتمد على الريشة واللون، وليس على الكلام والحركة.
كما شارك الفنان عبدالله اليوسف وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، برفقة والده الدكتور يوسف عبدالله سند الغامدي ووالدته الكاتبة والقاصة مريم خضر الزهراني، فهما الداعم الأول والمساند له في حياته ومسيرته الإبداعية إلى جانب شقيقه، في إقامة معرضه الشخصي الأول، والذي انتهزت (البلاد) الفرصة بهذا الحوار السريع مع والدته عن عبدالله وحلمه الذي يطمح بتحقيقه.. والتي أحالت الحوار برمته إلى والده الذي استجاب لنا، وبسؤاله عن موهبة عبدالله ومتى بدأت بالتشكل؟
أجاب بقوله:
“بدأت ميول عبدالله إلى الفن التشكيلي بعد أن أصيب بالشلل نتيجة خطأ طبي وهو بعمر 14 سنة، مما سبب له إعاقة حركية رباعية وبخيبة أمل في ممارسة هوايته التي كان يعشقها وهي كرة القدم حيث كان يحرص على ممارستها مع أبناء وجيران الحي الذين عملوا على تنظيم فريق خاص بهم، وبعد إصابته بالإعاقة الحركية التي أثرت على حالته النفسية، وكادت أن تحطمه، بدأ يلجأ إلى العزلة والبعد عن المجتمع فراراً من نظرة الشفقة من الآخرين التي زادت من حالة الاكتئاب النفسي، والتي يمر بها كل مريض بعد الخروج من صدمة الإصابة”.

واستطرد والد عبد الله بقوله: “عملت والدته جاهدة بفضل الله تعالى على إخراجه من هذه الحالة، ووجّهته لممارسة الفن التشكيلي وهو الطريقة المختصرة والسريعة والسهلة لكي يعيش مع أفراد المجتمع كفرد طبيعي يشعر بمن حوله ويفهمه الآخرون، وقد تم ذلك بفضل الله وكرمه بعد مشوار دام لأكثر من عشر سنوات، ووجدته يستطيع أن يمارس الفن التشكيلي بصورة ميسرة، واختار لنفسه ما يسمى الفن التجريدي، وتكيّف معه بكل أريحية”.
وتابع قائلا: “عبد الله له العديد من اللوحات والمشاركات في الاحتفاليات المحلية، مثل يوم الأم العالمي، احتفالية اليوم الوطني، احتفالية يوم التأسيس ومسابقات فنية عديدة ومعارض أخرى، وورش عمل، وما زال يبحث ويطمع في المزيد من المشاركات”.

 

وعن تحقيق الحلم بالمشاركة الأولى للفنان عبدالله قال والده:
معرض مجموعة حلم فنان يعتبر إنجازاً غير متوقع بفضل الله ثم بجهود المنظمين والقائمين عليه، وتلاحم الجميع كأسرة واحدة سعياً لهذا التميز والنجاح بداية من رئيس إدارة الجمعية محمد آل صبيح، ومؤسس ومشرف المجموعة أحمد الزهراني الذي بذل جهداً يفوق الوصف ليظهر المعرض بمظهره الرائع، والذي حقق طموحات العديد من الفنانات والفنانين التشكيليين الذين يطمحون للمشاركة بمثل هذه المعارض التي يظهرون فيها إبداعهم عبر أعمالهم ولوحاتهم وعن انطباعاهم النفسي والداخلي وما يدور حولهم من جمال الطبيعة والحياة، ودمج فئة ذوي الهمم بالمشاركة مع زملائهم الفنانين التشكيليين هي لمسة حب ووفاء واهتمام وشعور بالمسؤولية بحقوقهم المجتمعية ليعيشوا اللحظة مع الجميع كغيرهم من أفراد المجتمع، تحقيقاً لرؤية 2030 والتي تسير بخطى واثقة في منهج حياة المواطن إلى القمة بفضل طموح شباب وفتيات الوطن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *