اجتماعية مقالات الكتاب

2023 عام السعادة

يقول صديقي أستاذ الطب النفسي الدكتور عادل صادق، رحمه الله: عندما أستيقظ صباحاً وأنا أمام المرآة أنظر إلى وجهي وأبتسم، كي أبعث بطاقة إيجابية إلى أعماق نفسي، فهي بداية ساعات صباحي الأولى، حتى أرى من يبتسم لي.
 ولا أخفيكم ومنذ ذلك الحين، وأنا أمارس هذه العادة، ووجدت مردودها إيجابياً طوال يومي.

لذلك رأيت أن أتحدث إليكم عن السعادة في أول أيام عام 2023م، وخصوصاً أن العالم أمامه تحديات جسام من حروب وكوارث طبيعية وأوبئة مدمرة لصحة الإنسان. كل ذلك يجعل من السعادة حالة ترجى، وإن بدت بعيدة المنال.
تمنينا لو أن منظمات العالم ومؤسساته التعليمية نجحت في واجباتها ومسؤولياتها في إسعاد البشرية ولو ببضع كلمات، أو ممارسات لطقوس الحياة اليومية، تعزز وتبث والفرح والسرور في نفس كل من نتعامل معهم.
وأرى أن مفتاح السعادة في أيدينا نحن البشر، وأقترح أن تكون البداية من التعليم حيث أنه حالياً يركز على العلوم المادية، وينسي الاحتياجات النفسية والروحية والجسدية للبشر.

تشير الدراسات النفسية إلى أن عوامل أو محفزات السعادة مختلفة من شخص إلى آخر، فالبعض يعتبر تحقيق الرغبات وإشباعها معياراً للسعادة لديه، والبعض الآخر يرى أن الإنجاز وتحقيق الأهداف هما معيارا السعادة الأسمى، وهذا يعني أن السعادة ومفهومها يختلفان من شخص إلى آخر، وفق الحاجة والحالة النفسية والزمان والمكان.
وأخيراً، فإن العوامل والأحوال الخارجية المسببة للإنسان الهدوء والاسترخاء أو الانفعال والغضب، ما هي إلا إشارات كهربائية يرسلها الدماغ إلى الأعضاء المختلفة في الجسم تجعله في حالة سعادة وحبور أو العكس.

لذلك أرى أن التقنية ستلعب مستقبلاً دوراً فعالاً في تحفيز مناطق السعادة في المخ، وأن تطبيقات التواصل الاجتماعي سيكون لها تأثير قوي على مزاج الأفراد سلباً أو إيجاباً، وهذا يعني أن أمر السعادة في الحياة العصرية في أيدينا، وتستحق أن تأخذ حيزاً كبيراً من اهتمام المشرعين والعلماء والقادة، حتى نجعل من 2023م عام السعادة، وكل عام وأنتم سعداء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *