اجتماعية مقالات الكتاب

العلاقات السعودية الصينية

تتمتع المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية بعلاقات متينة تمتد لقرابة 8 عقود، واتسمت هذه العلاقات بتسارع وتيرتها مع تقادم الزمن وتصاعد التحديات في العالم وتطور التقنيات ليجد البلدان نفسيهما في نهاية الأمر أمام شراكة استراتيجية عميقة في مختلف المجالات،

وكان أول لقاء رسمي في عام 1955م خلال مؤتمر عدم الانحياز، وفي نهاية التسعينات الميلادية وحتى الوقت الحاضر تسارعت وتيرة تحسين العلاقات، وكانت زيارة رفيعة المستوى في عهد الملك عبدالله -رحمه الله- حيث كان ولياً للعهد في عام 1998م كما قام الرئيس الصيني بزيارة مماثلة للمملكة العربية السعودية، وكرر الملك عبدالله -رحمه الله- زيارته للصين عندما اختار العاصمة بكين لافتتاح جولاته الخارجية في عام 2006م وخلال الزيارة وقع الجانبان عدداً من الاتفاقيات التاريخية كان أبرزها في مجال النفط والغاز، ويحتفظ التاريخ بمحطات صينية لافتة في حياة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله حيث زار الملك سلمان الصين في 3 مناسبات سابقة في عام 1999، وفي عام 2014م، وفي عام 2017م، كما قام الرئيس الصيني بزيارة رسمية إلى المملكة في عام 2016م كما كانت هناك زيارة لصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في عام 2016م، وفي عام 2019م وقع خلالها الجانبان على عدد من الاتفاقيات في العديد من المجالات، ولفت ولي العهد إلى مبادرة طريق الحرير وتوجهات الصين الاستراتيجية تتلاقى إلى حد بعيد مع رؤية المملكة 2030
وأخيراً تأتي زيارة رئيس جمهورية الصين إلى المملكة بدعوة من خادم الحرمين الشريفين لتتوج شراكة استراتيجية وتعزيزاً للعلاقات السعودية الصينية حيث تم عقد 3 قمم (قمة سعودية صينية وقمة خليجية صينية وقمة عربية صينية)، وتم عقد عدة اتفاقيات بين المملكة والصين في العديد من المجالات من بينها مشروعاً للبتروكيماويات وتطوير مشاريع إسكانية وتعليم اللغة الصينية، وكانت عدد الاتفاقيات 34 اتفاقية استثمارية، وفي مجالات الطاقة الخضراء الهيدروجين الأخضر والخدمات اللوجستية والصناعات الطبية ومصانع البناء وخدمات الحاسب الآلي، وهذه الاتفاقيات تعكس حرص المملكة على تنمية وتطوير العلاقات في المجالات جميعها، ومنها الاقتصادية والاستثمارية مع الصين

وقد أكد الرئيس الصيني أن زيارته الحالية للمملكة تفتح عصرا جديداً مع العالم العربي، وأن الصين تبقى أكبر شريك تجاري لمجلس التعاون الخليجي وأكبر مستورد لمنتجاته وان المملكة حققت نتائج إيجابية للتنوع الاقتصادي والاجتماعي، وفي ختام الزيارة أكد الجانبان السعودي والصيني على وضع نموذج من التعاون والتضامن والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك للدول النامية.

drsalem30267810@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *