اجتماعية مقالات الكتاب

أليس كذلك؟

الى الان، هناك من يعيش بين الوهم والحقيقة في شأن جائحة كورونا، ما زال هناك من يؤمن بأن جائحة كورونا هي عبارة عن مؤامرة، لا يوجد شيء اسمه كورونا، كيف يعلقون على ما شاهدناه خلال العامين الماضيين؟ ردهم هو: هناك أناس لم يصابوا بعدوى كورونا رغم انهم لم يأخذوا اللقاح، وان ما حدث مجرد هالة إعلامية قامت بها قوى بشرية خفية، وذلك لضرب البشرية في العديد من شؤونها (النمو السكاني، الاقتصاد وغيرها)، نعم، تجد نفسك امام عقلية بشرية لا يمكن وصفها الا انها عقلية متحجرة، لا تستطيع ان تنتهي معها الى أي نتيجة منطقية في شأن جائحة كورونا، عدم النقاش مع مثل هذه العقول، أفضل، اليس كذلك.

استغرب وبشدة عند مروري ومشاهدتي الكتابة على الجدران، لماذا يقوم بعض شبابانا (اكيد ليسوا بشابات) بالكتابة على الجدران؟ كنت أفكر في ماهية الأسباب التي تدفعهم الى القيام بهذا العمل، عند مروري عند بعض المدارس التي تتبع وزارة التعليم، أجد ان تلك المدارس تكتب على جدران حائط السور الخارجي وعلى جدران الفصول الداخلية، عرفت الان السبب وراء ميول أبنائنا في الكتابة على الجدران، اليس كذلك.

مع التخفيضات (الوهمية) التي نشاهدها في اسواقنا، للأسف، شاهدت تخفيض يصل الى هللة واحدة فقط، كيف؟ سعر البضاعة عشرة ريالات، وعند شرائك المعروض يكون سعره 9 ريالات و99 هللة، هناك بعض المحلات تعلن عن قيامها بسوبر تخفيض على منتجاتها، عندما تذهب الى المحل تجد ان التخفيض لا يتجاوز 10 % فقط، طبعا، العذر في ذلك ان أسعار البضائع ارتفعت عالميا وليس فقط محليا، اليس كذلك.

مع أسعار كروت باقات مشاهدة مباريات كاس العالم التي سوف تنطلق قريبا، معظم ان لم يكن اغلب العاملين في هذه المحلات (محليا) هم من جنسية اسيوية (من دولة واحدة). تذهب الى شراء الباقة تجدهم يتحكمون فيما بينهم في الأسعار ويقولون (بابا هذا كرت كل يوم زيادة،) رغم ان أسعار الباقات ثابتة من قبل المحطة الناقلة، اليس كذلك،

في الزمن الذي كنت فيه شاب، لم تكن هناك (والحمد لله) تقنيات التواصل الاجتماعي او من يطلق عليهم (مشاهير التواصل الاجتماعي)، كبرت وترعرعت على ايدي اصحاب علم حقيقي من شيوخ ومعلمين افاضل. كانت القراءة ملاذ جميل لمن كان في زمننا. للأسف، أصبح الجيل الحالي يقضي معظم وقته مع تلك التطبيقات (اسال الله العافية)، اليس كذلك.

باختصار، يحكي ان رجلا ذهب الى السوق لكي يشترى بعض المستلزمات، وجد الأسعار مرتفعة وانه لا يستطيع ان يشتري الا بعض الحاجات التي تحمل أسعارا مخفضة، فقام بشرائها وذهب الى منزله وكانت زوجته تنتظره، فجلسا معا، وبعد مشاهدة حلقة معادة من مسلسل طاش ما طاش في احدى القنوات المجانية، خلدا الى النوم، أفضل لهما، أليس كذلك.
استشاري وباحث في الشأن الصحي

drimat2006@hotmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *