اجتماعية مقالات الكتاب

مخاطر العمليات القيصرية (2)

ذكرنا في المقال السابق ان هناك برنامجا وطنيا للوقاية من مخاطر الجلطات في تيار الدم، وهذا البرنامج مطبق في كافة المنشآت الصحية، وتتم متابعته عن طريق هيئات مهنية تتابع تطبيق معايير الجودة، البرنامج يتضمن تقييم حالة كل مريض وتحديد عوامل الخطورة عنده، التقييم الأول يُجرى عند دخول المريض للمستشفى ويتكرر عند اجراء اي عملية او بعد إتمام الولادة، يعطي التقييم درجة الخطورة، وحسب هذه الدرجة تتعين إجراءات الوقاية من الجلطة.

الخدمة الصحية الحديثة تقوم بعدد من الإجراءات لمنع حدوث الجلطات، مثل توفير الظروف التي تسهل الحركة للأم مبكرا بعد العملية، وأيضا استخدام نوع معين من الجرابات يحسن حركة تيار الدم ويمنع ركوده في الساقين، وكذلك المحافظة على كمية السوائل في الجسم، والاخير والأكثر اهمية اعطاء عقارات تمنع من حدوث الجلطات. المعروف أن كل عملية جراحية يتم إجراؤها بعد إعطاء التخدير المناسب، ويعتبر اكتشاف التخدير أحد أهم ما توصل له البشر فائدة وأكثرها رأفة.

ولكن الأمر لا يخلو من بعض المخاطر، نسبة الخطورة تزيد عندما يكون التخدير كليا، ولذا فإن العالم كله يتحول الى التخدير النصفي، وهو أكثر أمنا لأن المريض يتنفس خلاله بشكل طبيعي، إفاقة المريض بعد التخدير الكلي تحتاج الى مهارة خاصة واحتياطات، وأهمها الاحتياط لمنع دخول أي من سوائل المعدة إلى الرئتين، وهو أمر يؤدي الى مشاكل صحية، وهذا يفسر لماذا نطلب من المريض الصيام مدة لا تقل عن ثماني ساعات قبل العملية القيصرية، وذلك للتقليل من مخاطر الإرجاع، هناك احتياطات أخرى يراعيها طبيب التخدير، حتى لا يتأثر الجنين بوصول التخدير إليه قبل الولادة، طبيب التخدير يجتاز تدريبا خاصا للتعامل مع الحوامل، فهو يحتاج الى مراعاة مجموعة من التغيرات الوظيفية والعضوية التي تصاحب الحمل. تتخوف بعض السيدات من التخدير النصفي، لأنه يعطى في منطقة العمود الفقري، ومعظم هذه التخوفات لا أساس لها، يحرر هذا النوع من التخدير المريضة من الالم كليا، وقد تشعر بحاسة اللمس خلال العملية، وهو إحساس غير ضار، وهذا عائد الى طبيعة التخدير الذي يلغي الإحساس بالألم دون باقي الاحاسيس، إحدى مزايا التخدير النصفي هي إعطاء الفرصة للأم لمتابعة ولادة جنينها واحتضانه بعد الولادة مباشرة، بل قد تلقمه ثديها قبل انتهاء العملية، وهذا يساعد على بدء الرضاعة الطبيعية، وعلى تحفيز مشاعر الارتباط العاطفي بين الأم ووليدها.

sshehry19988@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *