اجتماعية مقالات الكتاب

(وصفتي)

من باب الانصاف القول إن وزارة الصحة السعودية حققت في العقد الأخير نقلات متطورة في الخدمة الصحية المقدمة للمواطن في كافة المناطق.. ذروة ذلك تجلت في تصدي الوزارة لجائحة كوفيد 19 حيث قادت وزارة الصحة الوطن كله إلى مرحلة الأمان التي ننعم بها الآن.. بفضل الله أولاً ثم دعم القيادة لكل خطط الوزارة خلال الجائحة..

ومن النقلات الكبيرة في القطاع الصحي السعودي خدمة (وصفتي WASFATY) التي وصفتها الوزارة بأنها “خدمة إلكترونية متطورة تهدف إلى رفع مستوى الخدمات الصحية وضمان توفر الأدوية عبر ربط المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية بالصيدليات المجتمعية ليتيسر للمريض استلام الدواء من أقرب صيدلية مجتمعية مجاناً”..

وفي هذا الصدد تعاقدت وزارة الصحة مع عدد من الصيدليات الأهلية.. والأخيرة تعهدت عبر نظام (وصفتي) التابع لوزارة الصحة السعودية بتوفير كل الأدوية المعتمدة في نظام (وصفتي)..

ومن العدل الإقرار أن نظام (وصفتي) يعد نقلة متطورة في النظام الصحي السعودي.. فقد وفّر هدراً دوائياً كان لا يُعرفُ في السابق أين يذهب.. كما قنن عملية صرف الدواء دون أي إخلال بحاجة المريض للدواء، بل وفّر على المريض جهداً ووقتاً ثمينين..
غير إن هذه السياسة الجميلة والنظام الدوائي المتطور جداً (أي نظام وصفتي) مهدد.!! كيف ولماذا هو مهدد؟
يكتب الطبيب الوصفة ويرسلها عبر نظام (وصفتي)، غير أن المريض يجد نفسه أحياناً في دوامة البحث عن الدواء.. فيظل يتنقل بين عدة صيدليات لتجميع أدوية وصفة واحدة برقم وصفة واحد..

وهنا تساؤل مهم: أليست الصيدليات المتعاقدة مُلزمة ضمن العقد بتوفير كل الأدوية الواردة في قائمة وصفتي؟
هذا التساؤل يطرح نفسه بقوة لكي لا تقوِّض الصيدليات الأهلية نظاماً جميلاً ومتطوراً مثل نظام (وصفتي)..

ولكي لا يعتب المواطن على وزارة الصحة فإن على إدارة نظام (وصفتي) أن تشدد الرقابة على الصيدليات المتعاقدة معها وأن تلزمها بضرورة توفير كل الأدوية المعتمدة في النظام في كل وقت وكل فروع الصيدليات المنضوية داخل نظام وصفتي.. ومن الجميل لو أن إدارة برنامج (وصفتي) فكرت في تطوير النظام لكي يصل إليها تغذية راجعة تبين لها الصيدلية التي لا توفر الأدوية المعتمدة في النظام.. ومسار آخر في النظام يمكِّن المواطن من أن يرفع بسهولة بلاغاً عن أي صيدلية متعاقدة مع نظام (وصفتي) لا توفر دواء معتمداً ضمن قائمة وصفتي.

ogaily_wass@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *