اجتماعية مقالات الكتاب

العمليات القيصرية

تتزايد معدلات الولادة عن طريق البطن بشكل لافت للنظر، وقد أصبحت هذه الزيادة ظاهرة عالمية. الولادة عن طريق البطن تعرف بين الناس بالولادات القيصرية، وجاءت نسبتها إلى يوليوس قيصر، الحاكم الروماني، لأنه أمر بفتح البطن واستخراج الجنين في حالة وفاة الأم خلال الولادة. وهكذا نعرف سببا من اسباب العمليات القيصرية وهو تعسر الولادة، وتجرى العملية هنا لإنقاذ حياة الام والجنين.

وليست الولادة القيصرية بديلا عن الولادة الطبيعية في أغلب الأحوال، ولكنها تصبح الطريقة الأمثل للولادة في بعض الحالات وخاصة الحالات التي لا يمكن للطفل أن يمر فيها بأمان خلال قناة الولادة.

ومثال ذلك، وجود الجنين في وضع مستعرض، أي أن يكون رأسه في الجانب الأيمن أو الأيسر من الرحم. وكذلك بعض حالات المجيء المقعدي، أي أن تتقدم مؤخرة الجنين في قناة الولادة على باقي الجسم، ومثل وجود المشيمة في وضع معيب بحيث تغطي عنق الرحم وتمنع تقدم الجنين، وقد تتسبب الولادة هنا في نزيف خطير. وبسبب بعض الأمراض أو بسبب عوامل وراثية يصبح حجم الطفل أكبر من المعدل، كما يحدث في بعض حالات إصابة الأم بمرض السكر، وهنا يصبح حجم الطفل سببا لإجراء العملية، كما أن معظم المجامع الطبية تمنع الولادة الطبيعية بعد عمليتين قيصريتين، منعا لمخاطر محتملة.

خلال العقدين الأخيرين تسبب استخدام الاجهزة المتقدمة في متابعة حالة الأم والجنين خلال الولادة في زيادة نسبة العمليات القيصرية، تعطى هذه الأجهزة إشارات تحذيرية عن حالة تألم الجنين، وهذه الحالة إن استمرت فترة ما قبل الولادة قد تتسبب في نقص الاكسجين المتوافر لدماغ الجنين، وهو ما قد يتسبب في أمراض عديدة للطفل، مثل الصرع والشلل الدماغي وتخلف النمو ونقص الذكاء وضعف التحصيل العلمي في المستقبل، ويفترض في هذه الحال أن يقوم الطبيب باستخراج الجنين قبل نشوء أي من المضاعفات المذكورة، وهنا قد تكون الولادة القيصرية هي السبيل الوحيد للحفاظ على سلامة الطفل، وبطبيعة الحال قد تتعدد هنا الولادات القيصرية توقيا لمخاطر محتملة قليلة ولكنها خطيرة، وهناك الكثير من الأبحاث والتقنيات التي يجري تطويرها لتحسين مخرجات هذه الاجهزة، مما قد يقلل من عدد العمليات التي نحتاجها لإنعاش الطفل.

كل العلاجات سواء كانت جراحية أو دوائية يتم اللجوء إليها اذا ما كانت فوائدها أعظم بكثير من مخاطرها، ودور الطب هنا هو تعظيم المنافع ومنع المخاطر، ولذا فمن المهم أن نعرف بعض ما قد ينشأ عن العمليات من مضاعفات، نرجئ ذلك إلى مقال قادم.

SalehElshehry@

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *