كما نعلم جميعًا ان العزلة هي الانقطاع عن العالم الخارجي والانطواء على الذات وايقاف التواصل مع الاخرين مع عدم الرغبة في التواصل مع العالم، وهذه العزلة يقررها الفرد كردة فعل منه لحماية ذاته.
قد يصاب الفرد بصدمات نفسية تجعله يقرر الابتعاد والتخلف عن مزاولة نشاطاته المعتادة ويقرر الاكتفاء بذاته فقط وهذا امر مؤذٍ جدا للفرد حيث انه يحبس ذاته في عالم اخر ويتزايد معه شعوره بالاختفاء وتتزايد وتيرة التوتر لديه حيث ان المخاوف تزداد لديه بسبب عدم قدرته على التعامل مع العالم الخارجي.
ومما لا شك فيه ان كل فرد يحتاج ان ينعزل عن الاخرين ولكن هذا يتم وفق ضوابط محددة فلا يترك الفرد ذاته في هذه الحالة حيث انه عليه ان يكون مقررا الانعزال مع تحديد الفترة حتى لا تصبح هذه العزلة عزلة سامة تقتات احلامه وطموحاته وتحد مسيرته في حياته.
تصبح العزلة مدمرة اذا كانت مستمرة حيث ان بعض الافراد ينعزلون عزلة طويلة المدى بسبب تعرضهم لبعض المخاوف وهذا يعد هروبًا من مجابهة مشكلات الحياة وقد يظن ان هذه العزلة مفيدة من خلال شعوره بالراحة المؤقتة ولكنها تقتاته وتقلل من قدراته وخبراته التي كان عليه اكتسابها من انخراطه الاجتماعي.
ان العزلة الصحية والمُجدة هي التي يحتاج اليها الفرد بحيث انه يأخذ من وقته وقتا لذاته يراجع فيها قراراته واسباب اخفاقاته ودراسة طرق علاجها واعاده هيكلة خططه من جديد والاهم ألا يوقف حياته بسبب صدمة او مشكلة او صعوبة واجهها والنظر بطرق ايجابية حول البدء من جديد.
fatimah_nahar@