اجتماعية مقالات الكتاب

طوينا صفحة الماضي وتبنا

وأنا أقف عند إشارة المرور، كان بجواري شاب في سيارته، يرفع على صوت المسجل، بصوت الفنان خالد عبدالرحمن، فاسترقت السمع للأغنية فإذا هي “طوينا صفحة الماضي وتبنا، خذينا اللي كفانـا وانتهينـا”.. ذكرتني بالماضي وحركت فيَّ مواجع، فخاطبت نفسي مستقبلك يحتاجك ليس ماضيك. الماضي ‏فقط أعطاك درسًا تستفيد منه وتتقدم للأمام، ربما تتلبد بين الحين والآخر سماء نفسك بغيومها المؤلمة، لكنها سوف تنجلي وتصفو عندما تعي أنك الآن في اللحظة هنا، وماعليك هو الفعل. مشكلتنا أخي القارئ ليس في ماضينا، بل في عدم إدراكنا للدرس جيدا، فلا يمكننا تغييره،‏ لكن يمكننا تغيير طريقة تفكيرنا فيه.

‏ إن الماضي موجود للتذكير بما يصح وما لا يصح.
قال أحدهم مرة: ” تخيل لو كانت زوجتك، قد سبق لها الزواج من قبل، وهي الآن تعيش معك، لكنها في كل وقت تتذكر شريكها السابق وتهتم به أكثر منك. ‏ماهي مشاعرك؟ مهما كانت إجابتك، فماضيك يفعل نفس الشيء مع حاضرك! وقد قيل:” لا تجتر الحديث عن الماضي، فقد انتهى”.

قال تعالى: ” “لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ” وفى تفسير القرطبى: حتى لا تحزنوا على ما فاتكم.
‏كل يوم هو فرصة جديدة لك للنمو والشفاء واكتساب المعرفة واكتساب الثقة؛ لكي تصبح أفضل، الماضي قد انتهى؛ لذا انسَه ، مستقبلك لم يأت بعد، لذا احلم به لكن حاضرك الآن، لذا عشه دون ندم، خالط الأشخاص الذين يركزون على مستقبلك وليس ماضيك.
فاصلة :
‏الماضي في رأسك ولكن الحاضر في يدك، يقول كارل يونغ: “أنا لست ما حدث لي، أنا ما اخترت أن أصبح.”‏

Faheid2007@hotmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *