هذا الشاعر أحسبه عريق الشاعرية وأصيلها وفحلها، الذي لا يُقهر ولا يُلحق به إلى الغاية؛ إذ إنه من أندر الشعراء الذين مروا من هنا، وقدموا الموهبة للشعر وإفناء العُمر فيه!
والسير خلف القوافي والروى الشعري، وما الشاعر العظيم الذي افترش ساحته بورود الشعر حُباً وكرامة واعزازاً لمسيرة العربي المحب للأدب الشعري الذي قيل فيه.
“من لم يقل شعراً من العرب فليس بعربي”.. وهكذا شعر القصبي الجميل الأصيل وشخصه النبيل ذو الإدراك الذهني والشعور الشعري وعاطفته النفسية وعبقريته الفكرية والنثرية كذلك. فقليل من الأدباء من يجمع في إنتاجه المعنوي بين الشعر والنثر والفكر والتعبير الجميل عن الشعور النبيل، كما يقول شيخنا النبيل علي الطنطاوي بل شيخنا الوقور، رحمة الله عليه، قالها تعريفاً للشعر أما الجمع بين الشعر والنثر فهو الوصف الذي يقوله كثير من النقاد، فكأنها مقولة عامة أو على لسان كل أديب كبير مكتمل المواهب، يمتلك الفكر الأدبي ذاتياً وشخصياً وذهنياً ورؤى شعرية وأدبية ونثرية وفكرية ممتدة، ما عاش حياته في الدنيا دنياه ودنيا الناس حالياً وإنما بما تركه من آثار هذه المواهب والأفكار والأشعار. فديوان شعري عظيم لم تعجبني الطبعات التي بعد الأعمال الشعرية ذات المجلدين عن دار العودة ببيروت نظراً للتفرق. فكل جزء متوحد لحاله. ما صعب الأمر تجمعاً وتفرقاً.
أما الطبعة الأولى، فكما قلت آنفاً عن شعر القصيبي مجموعاً متحداً كدواوين أقرانه من الشعراء المعاصرين كبدر السياب وعمر أبي ريشة، ونازك الملائكة وغيرهم من شعرائنا العرب المشاهير !!
ولله في خلقه شؤون!!